هذا الكتاب القيم من تأليف شوقي الجمل أحد أبرز المفكرين والكتاب والأكاديميين المصريين، وأستاذ العلوم السياسية في عدد من الجامعات المصرية والألمانية. يتحدث الكتاب عن تاريخ أفريقيا منذ القرن التاسع عشر حتى الوقت الحالي، ويغطي موضوعات مثل الاستعمار الأوروبي والتحرر والتطور السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي في القارة الأفريقية. ويعد هذا الكتاب من المراجع الهامة في دراسة تاريخ أفريقيا الحديث. ومن أهم الأسباب التي دفعت المؤلف لاختيار هذا الموضوع والتأليف فيه عدم وجود كتابات موضوعية عن تاريخ أفريقيا تعامل بالمساواة مع جميع الثقافات والحضارات، والتحيز الذي ظهر في كتابات تاريخ أفريقيا من قبل المؤرخين الأوروبيين والإسهامات الكبيرة التي قدمها الأفارقة في الحضارة الإنسانية ونشر حضارة الإسلام في أجزاء مختلفة من القارة، وحاجة القارة الأفريقية إلى إعادة صياغة تاريخها بشكل أكثر موضوعية وأقل تحيزا معتمدين على الوثائق القومية والوطنية. ولهذا السبب، فإنه كان يفكر في إعداد مادة هذا المدخل إلى التاريخ الأفريقي على أن يكون بداية لسلسلة الكتابات عن تاريخ القارة في عصرها الحديث والمعاصر. ويتكون الكتاب بعد المقدمة من أربعة عشر فصلا يتضمن كل فصل منها عدد من المباحث والموضوعات، والفصل الأول بعنوان كشف أفريقيا في العصر الحديث؛ أما الفصل الثاني فهو بعنوان دوافع الاستعمار الأوروبي لأفريقيا؛ والفصل الثالث يتحدث عن الاستعمار البرتغالي لأفريقيا؛ ثم الاستعمار الإسباني في أفريقيا؛ ثم الاستعمار الهولندي؛ ثم الاستعمار البلجيكي؛ ثم الاستعمار الإيطالي؛ ثم الاستعمار الألماني؛ ثم الاستعمار الفرنسي؛ ثم الاستعمار البريطاني؛ ثم في الفصل الحادي عشر يتناول المؤلف المشكلات التي خلفها الاستعمار الأوروبي في القارة الأفريقية؛ وفي الفصل الذي يليه يعرض بعض المشكلات والحروب التي قامت بين الدول الأفريقية بسبب الحدود؛ وفي الفصل الثالث عشر يتناول الحروب الأهلية في أفريقيا؛ وأخيرا الفصل الرابع عشر يتضمن موضوع منظمة الوحدة الأفريقية. وكانت منهجية شوقي الجمل في تأليف هذا الكتاب تتميز بالتحليل الشامل والمتعدد الجوانب لتاريخ أفريقيا الحديث والمعاصر، وذلك باستخدام مصادر متعددة ومتنوعة، بما في ذلك المصادر الأساسية والثانوية والتاريخية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية. كما تضمن الكتاب العديد من الصور والخرائط والجداول التي توضح البيانات والأحداث المهمة في تاريخ أفريقيا، مما يساعد القارئ على فهم أكثر شمولية ودقة للتاريخ الأفريقي. ويتبع الجمل في كتابه منهجا يستند إلى البحث الدقيق والتحليل المنهجي، مع تفصيل موسع للأحداث الرئيسية التي شكلت تاريخ أفريقيا، ومناقشة التحديات والفرص التي تواجهها القارة في الوقت الحاضر والمستقبل. ويميز الكتاب قدرة المؤلف على توضيح الأحداث المعقدة والمتشابكة في تاريخ أفريقيا، وتحليلها بطريقة مفهومة وواضحة للقراء، كما يعتبر الكتاب مرجعا هاما للدارسين والمهتمين بتاريخ القارة الأفريقية ويوفر لهم تحليلا عميقا وشاملا للأحداث الهامة التي شكلت تاريخ القارة. بينما قد يعتبر بعض القراء أن الكتاب ينحاز إلى وجهات نظر سياسية محددة، وينتقدون تعرض المؤلف لبعض القضايا الحديثة والمثيرة للجدل، أو يعتبر بعض القراء أن الكتاب يفتقر إلى توضيحات أكثر حول بعض الأحداث والتفاصيل الدقيقة في تاريخ أفريقيا. ومع ذلك، يجدر الإشارة إلى أن هذه الانتقادات لا تقلل من قيمة الكتاب كمصدر هام وشامل لتاريخ أفريقيا، ويعتبر الكتاب مرجعا هاما للمهتمين بتاريخ القارة الأفريقية والباحثين في هذا المجال.