الكتاب الرابع من سلسلة "من كنوز القرآن". وهي السلسلة التي يهدف منها المصنف إلى استخراج فوائد من القرآن فيما يتعلق بالإيمان والعمل والتربية والتوجيه، والواقع والحركة والدعوة والجهاد والمنهجية والعلمية والموضوعية وغير ذلك من الموضوعات العملية الحية متجنبا الموضوعات النظرية واللغوية والكلامية والفقهية والتي - كما أوضح - سبقه فيها الكثيرون. وهذا الكتاب من هذه السلسلة يعالج آفة انتشرت بين المسلمين المتأخرين لما عم الجهل فنتج عن ذلك تفسير البعض لآيات القرآن وفق أمزجتهم بدلا من البحث عن معانيها بإنصاف وموضوعية، ومن ثم تناول المصنف ثلاثين آية من كتاب الله تتناول موضوعات واقعية عملية معاصرة من مثل قضايا الإيمان والجهاد والدعوة والعمل والحركة والمجتمع والحياة والاقتصاد والسياسة والتاريخ والأحوال الشخصية، التبست مفاهيمها على كثير من أهل هذا الزمان سواء بعلم أو بغير علم. وهي أمور كلية يؤدي الخلل في فهمها إلى خلل في تفاصيل كثيرة، ويبعد بها المتلقي عن حقائق القرآن الأصيلة. ولقد ابتدأ المصنف كتابه بمقدمة عن التفسير وأنواعه وأصول أهل السنة في ذلك والعلوم الهامة والضرورية للمفسر وخطر التفسير بالرأي دون مستند من وحي، وكذا وجوب تدبر الآيات وفهم مراميها وأبعادها الواقعية والعملية، ثم ذكر أمثلة من تصويبات النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة حينما أخطأوا في فهم بعض الآيات كما أرادها الله. ثم تناول المصنف الآيات بمنهجية واضحة شملت إقرار الفهم الذي نقضه بصورة دقيقة وأمينة دون ذكر قائليه بأعيانهم حتى لا يكون اتهاما للأشخاص، مع النظر في آيات أخرى بنفس موضوع الآية واستخراج الدلالات من الآيات مجتمعة اعتمادا على تفسير القرآن بالقرآن ثم بالسنة ثم بأقوال الصحابة والتابعين وبعدها تفسير المفسرين. ويتميز الكتاب بحسن اختيار الآيات التي وقع فيها الالتباس وجمعها على نحو يبرز عمق نظرته للواقع الذي أحدث هذا التحريف في فهم بعض الآيات. وربما لو عدد المصنف المفاهيم المغلوطة للآية بجانب سرده للأقوال لكان أكثر بيانا، ولكن إبرازها يظل عملا مشكورا طيبا، وكذلك كان يحسن بالكاتب أن يعزو مصادر الأقوال لمظانها حتى يسهل الرجوع إليها إلا أنه نقلها بدقة ورجح بينها.. والكمال لله وحده.