الجزء الأول من سلسلة "وجاء دور المجوس" لكاتبها محمد سرور نايف زين العابدين رحمه الله، المفكر الإسلامي السوري المعروف، يسلط فيه الضوء على الثورة الإيرانية بأبعادها المختلفة. والكاتب كان مراقبا لأنشطة الرافضة ومخططاتهم في عالمنا الإسلامي منذ أكثر من عشرين عاما، وكان يحترق ألما من تخاذل أهل السنة وغفلتهم عما يدبره أهل الرفض لهم، بل واستغراب الدعاة من تحذيره من الرافضة بل وميلهم إليهم. ومن أجل هذا كتب بعض فصول الكتاب قبل ثورة إيران بأكثر من ثلاث سنين، وأشد ما كان يؤلمه تنظيم الرافضة الحزبي، وفي الصورة المقابلة يحدثك المنسوبون إلى العلم من السنة قائلين: إن خلافنا مع الشيعة خلاف تاريخي لا يمس أصول الاسلام! وكل ما في الأمر أن إخواننا الشيعة يعتقدون أن عليا أفضل من أبي بكر وعمر وعثمان! ثم جاءت ثورة الخميني التي شارك كارتر في تصميمها، فافتتن بها معظم الإسلاميين، وظنوا أنها ستعيد لهم عهد الخلفاء الراشدين، وبالغت المجلات الاسلامية في تضخيم شخصية الخميني وثورته. ومن أجل كشف الحقيقة، وهتك أسرار الباطل وأهله، قام المؤلف بتأليف هذا الكتاب، وقسمه إلى أبواب ثلاثة: الأول عن تاريخ الباطنيين الرافضة، وبين أن دعوتهم هي نفسها دعوة المجوس، وتحدث عن القائمين على هذه الدعوة وكيدهم للإسلام والمسلمين، وكيف كانوا يوالون أعداء الله، ويتعاونون مع كل كافر ضد الإسلام والمسلمين. والثاني تحدث فيه عن عقائدهم الفاسدة، وشهادة أعلام الاسلام فيهم في القديم والحديث، وكشفت الستار عن الشيعة الذين نعاصرهم وأنهم أسوأ من شيعة الأمس، وأفرد فصلا خاصا عن هذا الخميني من خلال كتبه وتصريحاته، فكانت النتائج أنه رافضي متعصب، وفارسي متزمت، وأوضح أن للشيعة أصولا خاصة بهم وأن لنا أصولا خاصة بنا، وليس هناك أي مجال للالتقاء بهم. أما الباب الثالث وهو أوسع أبواب الكتاب فهو عن الثورة الإيرانية وفيه الفصول التالية: الولايات المتحدة الأمريكية والثورة الإيرانية، أطماع الرافضة في شبه الجزيرة العربية والعراق، سوء الأوضاع الداخلية. وإذن فقد جمع الكاتب في كتابه بين العقيدة والسياسة والتاريخ، إذ قد غفل عن هذه الطريقة معظم الكتاب المحدثين؛ فهم إما أن يكتبوا في العقيدة أو في التاريخ وقلما يتطرقون إلى الجانب السياسي، أما سلفنا الصالح رضوان الله عليهم فكانوا إذا طرقوا موضوعا أعطوه حقه من مختلف جوانبه. وقد حرص الكاتب على ذكر المصادر في كل ما كتب، وكذلك كان يناقش الخبر ويمحصه ويربطه بأخبار أخرى. وقد يرى القارئ الآن كثيرا مما حذر منه الكاتب وكشف القناع عنه معلوما مشاهدا، لكن الكتاب يستمد قيمته من بعد نظره في الأمور وعواقبها حين كتبه كاتبه، ومن عمق تحليله ودراسته للشيعة ومشروعهم الممتد الجذور منذ فجر الإسلام بل قبل ذلك في الأمم المجوسية. ثم إن الكاتب قد أعاد نشر الكتاب مؤخرا في حلته الجديدة وهي الطبعة الشرعية العاشرة قبيل وفاته على موقعه الرسمي، وفيها تنقيحات وزيادات.