يعنى الدارس في هذه المراحل بالتعمق في دراسة الفقه وأصوله، تعمقا يضعه على سبيل التخصص والإتقان. ففي الفقه المذهبي يستوعب الدارس الأقوال والروايات والأوجه بأدلتها في المذهب وطرق الترجيح بينها، وذلك في أبواب العبادات والمعاملات بجميع متعلقاتها، حتى يصل إلى لمقارنة بالمذاهب الأخرى. كما يتعمق في فهم القضايا والنوازل الفقهية المختلفة لا سيما النوازل الفقهية المعاصرة. ويكتسب ملكة النظر في السؤالات الفقهية والإفتاء فيما يرد عليه من المسائل أو النوازل. ويضم إلى ذلك النوازل المتعلقة بمسائل السياسة الشرعية لا سيما مسائل الإمامة والحكم وشغور الزمان عن السلطان، حتى ينتهي في ذلك إلى المقارنة بالأنظمة الوضعية. وفي الجانب الأصولي يصقل الدارس ملكته الأصولية بمطالعة مصنفات الأئمة الأصوليين الفحول، فيتمكن من المسائل الأصولية وتطبيقاتها على الفروع الفقهية، كما يتعمق في فهم القواعد الفقهية والأشباه والنظائر وأدلتها التفصيلية. وتتضمن المستويات التخصصية في الفقه ثلاثة مستويات