يعد كتاب الإيمان الأوسط أو ما يعرف ب (شرح حديث جبريل) نقطة فارقة في قضية الإيمان والتي وقع بها أول انحراف في الأمة الإسلامية بعيدا عن نهج الصحابة، فأرسى ابن تيمية رحمه الله دعائم الفهم في هذه القضية ومأخذ أهل البدع فيها إلا إنه ونظرا لاستطراداته المتكررة قد يفقد القارئ الخيط الذي تناول به القضية ومع كثرة التكرار فإنه قد يذكر في موضع ما لا يذكره في موضع آخر لنفس الموضوع فكان لزاما جمع عناصر كل موضوع مع تقريبه بشكل ميسر مختصر وبرسومات توضيحية يظهر بها المبهم ويسهل بها طريق فهم الكلام، فجاء هذا المشروع بمخرجات شتى تخدم مبتغي التفقه وكذا مبتغي الدعوة لهذا الموضوع الهام من مختصر وعرض تقديمي وفيديو تعليمي؛ على أن كل هذه الوسائل إنما هي وسائل معينة لفهم نص كلام الشيخ ولا تغني بحال عن مطالعة الكتاب حيث إن أسلوب الشيخ لا شك متميز ويغرز في القارئ أمورا آخر بخلاف القضية المتناولة مثل كثرة استدلاله بالنصوص وكذا مأخذ رده على أهل البدع ونقض استدلالاتهم من جنس أدلتهم والتي هي لا شك علم خفي وراء العلم المسطور وإنما يتشربه القارئ والدارس بكثرة الاطلاع والنهل من هذا النهر الفياض.