أبو فهر محمود شاكر

أبو فهر

والملقب بـ

هو محمود سعد الدين بن محمد شاكر بن أحمد بن عبد القادر من آل أبي العلياء من الأشراف، ينتهي نسبه إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما، كنيته أبو فهر، وشهرته الشيخ محمود شاكر، ولد في مدينة الإسكندرية 10 محرم سنة 1327هـ الموافق للأول من شهر فبراير سنة 1909م، ثم انتقل إلى القاهرة ذلك العام مع والده بعد تعيينه وكيلا للجامع الأزهر، وفيها نشأ وتعلم، فنشأ الشيخ في بيت فضل وعلم وجهاد، ولا شك أن هذه النشأة المتفردة ساعدت بشكل وافر على تشكيل عقليته وبناء ثقافته. حين بلغ محمود شاكر سن السابعة دفع به والده إلى مدرسة "الوالدة أم عباس" في القاهرة سنة 1916م، ثم انتقل لمدرسة القريبة بدرب الجماميز بعد ثورة 1919م، ثم في سنة 1921م التحق بالمدرسة الخديوية الثانوية، والتحق محمود شاكر بكلية الآداب بالجامعة المصرية، قسم اللغة العربية، سنة 1926م، بوساطة من عميد الكلية آنذاك الدكتور طه حسين، فكانت تلك يدا لطه حسين لا ينكرها محمود شاكر بل يثبتها ويقر بها، واستمر بكلية الآداب حتى السنة الثانية سنة 1928م، ثم تركها بسبب خلاف بينه وبين أستاذه الدكتور طه حسين حول مفهوم منهج دراسة الشعر الجاهلي كما ذكر ذلك الشيخ محمود شاكر في مقدمة الطبعة الثانية من كتاب المتنبي، فقرر أن يهجر مصر كلها لا الجامعة وحدها، غير مبال بإتمام دراسته الجامعية، وعزم على أن يسافر إلى مكة والمدينة طلبا للعزلة وتلمسا للحقيقة، واختار محمود شاكر أن يستقل بدراسته بنفسه حتى نبغ أكثر من أقرانه بل ومعلميه، وصار مسكنه مزارا للعلماء والشعراء والأدباء من سائر البلدان.من أبرز شيوخه، الشيخ سيد بن علي المرصفي، والأستاذ مصطفى صادق الرافعي. وبدأ الشيخ الكتابة في مجلة "المقتطف" منذ سنة 1932م، ثم كتب في غيرها من الصحف السيارة آنذاك كمجلتي "الرسالة" و"البلاغ"، لكنه لم يقطع صلته بمجلة "الرسالة" إذ كانت له كتابة متقطعة فيها حتى توقفت عن الصدور. ثم أخذ الشيخ امتياز إصدار مجلة العصور من الأستاذ إسماعيل مظهر سنة 1938م، لتصدر أسبوعية بعد أن كانت شهرية، ثم انتقل إلى التحقيق، فحقق كتاب "إمتاع الأسماع بما للرسول من الأبناء والأموال والحفدة والمتاع" لتقي الدين المقريزي وشرحه وصححه، وكتاب "المكافأة وحسن العقبى" لأحمد بن يوسف بن الداية الكاتب، بجانب قصيدتين في "الرسالة" مع حوالي عشرين مقالة للرسالة. وله العديد من المؤلفات منها: تفسير الطبري (بالاشتراك مع شقيقه الأكبر أحمد محمد شاكر) وقد صدر منه ستة عشر جزءا، وطبقات فحول الشعراء لمحمد بن سلام الجمحي، وجمهرة أنساب العرب للزبير بن بكار، وشارك في إخراج: الوحشيات لأبي تمام، وشرح أشعار الهذليين، وقصيدته الشهيرة "القوس العذراء" وهي استلهام لقصيدة الشماخ في وصف القوس، وتعد معلما على طريق الشعر الحديث، ثم كتابه أباطيل وأسمار وهو مجموعة مقالات (25 مقالة) كتبها في مجلة الرسالة الجديدة، وكان سبب كتابة هذه المقالات التعليق على ما نشره الدكتور لويس عوض عن رسالة الغفران، وأعاد طبع كتابه عن "المتنبي"، وقد أثار الكتاب ضجة كبيرة حين صدوره بمنهجه المبتكر وأسلوبه في البحث والإبداع، ومقدمته التي عنوانها: "لمحة من فساد حياتنا الأدبية" التي تناولت الحياة الأدبية في هذا القرن وما أصابها من فساد، وما أصاب جيل المثقفين من تفريغ، والتي طبعت فيما بعد في شكل كتاب خاص تحت اسم "رسالة في الطريق إلى ثقافتنا". وللشيخ العديد من المحاضرات والمشاركة في المؤتمرات، منها محاضرة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض عن الشعر الجاهلي، ثم محاضرة طبعت بعد ذلك بعنوان "في الطريق إلى حضارتنا" وكان قد ألقاها في جامعة الملك عبد العزيز، وكان عضوا مراسلا في مجمع اللغة العربية بدمشق، ثم تم انتخابه عضوا لمجمع اللغة العربية بالقاهرة.توفي الشيخ محمود شاكر بعد فترة معاناة مع المرض في يوم الخميس 3 من ربيع الآخر 1418هـ، الموافق 7 من شهر أغسطس 1997م، رحمه الله بعد 88 عاما قضى معظمها مدافعا ومنافحا عن اللغة العربية، حتى عرف بحارس اللغة العربية وفارسها وحامي هويتها في العصر الحديث.

كتب المصنف في الموقع