الآجري

والملقب بـ

هو أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الآجري البغدادي، الإمام الحافظ الثبت، المحدث الفقيه القدوة. وهو الآجري نسبة إلى قريةٍ من قرى بغداد يقال لها (الآجُرّ). ولد سنة 280هـ وقيل 264هـ، نشأ بدرب الآجر ببغداد، ودرب الآجُرِّ محلة كانت ببغداد من محال نهر طابق بالجانب الغربي، وسكنها العديد من أهل العلم، فنشأ نشأة صالحة على أيدي العلماء ووسط مجالس الصالحين طلبا للعلم منذ صغره. وجالس أبا مسلم الكجي الذي تفوق على محدثي زمانه، وأقر له بالإمامة وتصدره أقرانه من سنه، فحصل الحديث بالأسانيد العالية في سن صغيرة، وأقام ببغداد وحدث فيها حتى سنة 330هـ، ثم ارتحل إلى مكة وأقام بها ثلاثين عاما إلى أن توفي ودفن بها عن وقد كان بلغ من العمر ستا وتسعين سنة أو نحوها، سنة 360هـ. وكان سلفيا محاربا للتعصب المذهبي، ويتضح هذا في مؤلفاته، واختلف المؤرخون على أي مذهب تفقه، فذهب البعض إلى أنه تفقه على المذهب الشافعي وآخرون قالو إنه تفقه على مذهب أحمد بن حنبل. تتلمذ على يد جملة من كبار مشايخ عصره، منهم أبو مسلم الكجي أو الكشي إبراهيم بن عبد الله، أحمد بن عمر بن موسى بن زنجويه أبو العباس القطان، أبو شعيب الحداني، المفضل بن حباب الجندي أبوسعيد الحافظ، أبوبكر بن أبي داود عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني، جعفر بن محمد بن الحسن أبوبكر الفريابي. ومن أشهر تلاميذه، أبو نُعيم أحمد بن عبد الله الحافظ الأصبهاني، صاحب الحلية، محمد بن الحسين بن المفضل القطَّان، عبد الرحمن بن عمر بن النحاس، علي بن أحمد المقرئ، أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران البغدادي، وغيرهم. له مصنفات كثيرة، أبرزها كتاب الشريعة، الأربعين في الحديث، أخبار عمر بن عبد العزيز، أخلاق حملة القرآن، أحكام النساء، أخلاق العلماء، الغرباء من المؤمنين (في وصف حالهم وواجب المسلم في رعايتهم). وله العديد من المصنفات الأخرى. وقال الإمام الذهبي فيه (رحمهم الله): الإمام المحدث القدوة، شيخ الحرم الشريف، كان صدوقا خيرا عابدا صاحب سنة واتباع، وقال في العلُوّ: كان الآجُرِّي أثريا حَسَنَ التصانيف. كما قال السيوطي: كان عالما عاملا صاحب سنة، دينا ثقة. كما اتفق على إمامته في الفقه والحديث مع صلاحه وورعه وزهده المؤرخون.

كتب المصنف في الموقع