هو عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد البعلي الخلوتي الحنبلي، المعروف بالبعلي. وهو من فقهاء الحنابلة. ولد أحد أجداده في بعلبك فنسب إليها. ولد في دمشق سنة 1110هـ، ونشأ بها. وتربى على يد والده، فقرأ عليه القرآن كاملا لما بلغ سن التمييز وختمه في مدة يسيرة. كان فقيها بارعا بالعلوم خصوصا في القراءات وغيرها من العلوم الشرعية وعلوم اللغة. وأول شيوخه هو عواد الحنبلي النابلسي، فتلقى العلم على يده وقرأ عليه في مقدمات النحو والفقه ولازمه فترة من الزمن. ولما توفي والده لازم مع أخويه دروس الإمام الكبير أبي المواهب الحنبلي في الفقه والحديث نحو خمس سنين، ودروس الأستاذ الشيخ عبد القادر التغلبي في الحديث والفقه والنحو والفرائض والحساب والأصول وغير ذلك مدة خمسة عشر سنة وأجازه إجازة عامة، ثم لازم حفيده العلامة الشيخ محمد المواهبي نحو تسع سنين في الحديث والفقه أيضا وأجازه وقرأ على الأستاذ الرباني الشيخ عبد الغني النابلسي كتاب فصوص الحكم للشيخ الأكبر، وحضر دروسه في تفسير البيضاوي والفتوحات المكية وشرحه على ديوان ابن الفارض وفي الفقه والعربية وغير ذلك ولازمه نحو ثمان سنين وأجازه إجازة عامة بخطه، كما قرأ على الفاضل المسلك الشيخ محمد بن عيسى الكناني الخلوتي شيئا من النحو وشرحه على منفرجة الغزالي ورسالته المفردة في أربعين حديثا مسندة، وأخذ عليه طريق السادة الخلوتية ولقنه الذكر ولازمه نحو خمسة عشر سنة وأجازه ولازم دروس كثير من مشايخ عصره غير هؤلاء المذكورين منهم الإمام الشيخ محمد الكاملي، والعلامة الشيخ إلياس الكردي، والشيخ إسماعيل العجلوني، والشيخ محمد الحبال، والشيخ أحمد المنيني، والشيخ علي كزبر، وغيرهم. ثم ارتحل إلى الروم، ودخل حلب وهو في الأربعة والأربعين من عمره، فأخذ العلم والحديث من أجّل أئمتها، فأخذ عن المحدث العلامة الشيخ محمد عقيلة المكي، والشيخ محمد الحلبي المعروف بالزمار، وأخذ العروض والاستعارات عن الفاضل الشيخ قاسم البكرجي، وأشياخه كثيرون لا يحصون. وكان ينظم الشعر، وله ديوان. ومن أبرز كتبه منار الإسعاد، وكشف المخدرات في شرح أخصر المختصرات، وشرح الجامع الصغير، وبداية العابد وكفاية الزاهد، والنور الوامض في علم الفرائض، والجامع لخطب الجوامع. وتوفي رحمة الله عليه بحلب، عام 1192هـ، عن عمر يناهز الثمانين.