هو محمد بن محمد بن محمود أكمل الدين أبو عبد الله البابرتي، فقيه حنفي، ومحدّث، وعالم عقيدة على منهج المتكلمين. ولد سنة 714 هـ الموافق 1314م، نسبته إلى بابرتي (قرية من أعمال دجيل ببغداد). حصّل مبادئ العلوم في بلاده، وتفقّه على قوام الدين الكاكي، ثم رحل إلى حلب فأنزله القاضي ابن العديم بالمدرسة السادحية، فأقام بها مدّة وأخذ عن علمائها. ثم رحل إلى القاهرة بعد سنة 740 هـ، وعرض عليه القضاء مرارا فامتنع، وأخذ عن أبي حيان الأندلسي، وفوّض إليه الأمير سيف الدين شيخون أمور الخانقاه (مكان يتخلّى فيه الصوفية للعبادة) وقرّره شيخًا بها. ألف كتاب العناية شرح الهداية وهو كتاب فقه على المذهب الحنفي شرح فيه مؤلفه أكمل الدين البابرتي (ت 786هـ) كتاب الهداية شرح بداية المبتدي في فروع الفقه الحنفي للإمام شيخ الإسلام برهان الدين المرغيناني.أبرز شيوخه: قوام الدين الكاكي، أبو حيان الأندلسي، شمس الدين الأصفهاني، ابن عبد الهادي، الدلاصي.وتتلمذ على يده أبو الحسن الجرجاني، شمس الدين الفناري، ابن قاضي سماونة، سراج الدين الكناني.قال عنه السيوطي: "أكمل الدين محمد بن محمد بن محمود البابرتي، علامة المتأخرين وخاتمة المحققين، برع وساد، ودرس وأفاد"، وقال أيضًا: "وكان علامةً، فاضلاً، ذا فنون، وافر العقل، قوي النفس، عظيم الهيبة، مهابًا". وقال عنه ابن العماد الحنبلي: "كان حسن المعرفة بالفقه والعربية والأصول، وكان أرباب المناصب على بابه قائمين بأوامره مسرعين إلى قضاء مآربه". وقال عنه عبد الحي اللكنوي: "لم ترَ الأعين في وقته مثله، كان بارعًا في الحديث وعلومه، ذا عناية بالغة باللغة والنحو والصرف والمعاني والبيان". وقال ابن إياس: "عظيم فقهاء الحنفية، العالِم العلامة، فريد دهره ووحيد عصره، وأعجوبة زمانه".أهم مؤلفاته: العناية شرح الهداية، شرح وصية الإمام أبي حنيفة، النقود والردود شرح مختصر ابن الحاجب، تحفة الأبرار في شرح مشارق الأنوار في الحديث، الصدفة المليّة بالدرّة الألفية شرح ألفية ابن معطي في النحو، شرح التلخيص في علم المعاني والبيان، شرح تلخيص الجامع الكبير للخلاطي.توفي البابرتي في مصر 19 رمضان سنة 786 هـ الموافق 1384، وقد جاوز السبعين، وحضر جنازته السلطان. رحمه الله.