هو فضيلة الشيخ محمد ابن الشيخ العلامة علي بن آدم بن موسى الإتيوبي. المحدث، الفقيه، الأصولي، النحوي، ولد الشيخ في سنة 1366هـ وبدأ في حفظ القرآن الكريم على والده رحمه الله، ثم أسلمه والده إلى الشيخ محمد قيو فأكمل عليه قراءة القرآن، ثم بدأ بقراءة الكتب العلمية حسب المناهج المقررة في أنظمة المدارس الريفية هناك في بلاده. ومن أبرز من تلقى العلم على يدهم والده العلامة الجليل، الفقيه الأصولي المحدث الشيخ علي بن آدم بن موسى الإتيوبي الورّهمني اللهجدي المهاجر. قرأ عليه كتب العقائد المقررة في بلادهم، وكتب الفقه الحنفي المقررة كمختصر القدوري مع شروحه، وكنز الدقائق مع شرح العيني، وغيرها من الكتب المقررة في المدارس الريفية في بلادهم. وقرأ عليه من كتب أصول الفقه، المنار وشرحه، وحواشيه، والتوضيح لصدر الشريعة، مع شرحه التنقيح، وغيرها من كتب الأصول، وكتب علم الحساب، وعلم الجبر والمقابلة، وكتب علم الميقات، ومعظم صحيح البخاري، وبالجملة فأكثر ما لديه من العلوم من والده، وأجازه بلفظه، وكتب له إجازة فائقة. وأيضا من شيوخه العلامة النحوي اللغوي الأديب الشيخ محمد سعد بن الشيخ علي الدري، جلس الشيخ عنده ما يقرب من ثلاث سنين، فأخذ منه بعض الصحيحين، والنحو، والصرف، والبلاغة، والمنطق، والمقولات العشر، وآداب البحث والمناظرة، وأصول الفقه. فمما قرأه عليه بعض الفاكه الجنية للفاكهي، وألفية بن مالك، وشرح بن عقيل عليها، وحاشية الخضري عليه، ومجيب الندا على قطر الندى مع مراجعة حاشية ياسين الحمصي. وأيضا تعلم على يد العلامة النحوي الشيخ عبد الباسط بن محمد بن حسن الإتيوبي، والعلامة محدث الديار الحبشيّة في العصر الحالي الشيخ محمد بن رافع بن بصري. ثم انتقل إلى بلد الله الحرام مكة المكرمة وظل يدرّس نهارا في دار الحديث الخيرية وفي مسجدها ليلا. وقد بذل الشيخ نفسه للعلم ولطلبته في بلد الله الحرام وله الكثير من المؤلفات في فنون العلم وخاصة في علم الحديث الشريف، ومن أبرز مؤلفاته شرح سنن النسائي المسمى بذخيرة العقبى في شرح المجتبى، وهو اثنان أربعون مجلدا، وقرة عين المحتاج في شرح مقدمة مسلم بن الحجاج، والبحر المحيط الثجاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج، وقرة العين في تلخيص تراجم الصحيحين، والجليس الأمين في شرح تذكرة الطالبين المذكور، ونظم إتحاف أهل السعادة بمعرفة أسباب الشهادة، ورفع الغين في ثبوت زيادة "وبركاته" في التسليم من الجانبين، وعمدة المحتاط في نظم أسماء من رمي من الثقات بالاختلاط، وعدة أولي الاغتباط في شرح عمدة المحتاط المذكور، وبغية طالب السعادة في شرح إتحاف أهل السعادة بمعرفة أسباب الشهادة، وغيرها الكثير. توفي الشيخ رحمه الله سنة 1442هـ. ودفن في مقبرة شهداء الحرم في حي الشرائع بمكة.