الكتاب هو شرح العلامة المحدث الفقيه الأصولي النحوي محمد بن علي بن آدم الإتيوبي على منظومته في أصول الفقه، يحل ألفاظها لحفاظها، ويبين معانيها لمعانيها، ويتمم مقاصدها لقصادها، ويكمل فوائدها لروادها. وتقع منظومة التحفة المرضية في 3047 بيتا، ذكر فيها جل المسائل الأصولية التي يحتاجها طالب علم الأصول، على طريقة أهل السنة والحديث، بعيدا عن آراء وأقوال المبتدعة والمتكلمين، مقتبسا من كلام أئمة السلف قبله، وعلى رأسهم الإمام الهمام، أول من صنف في هذا الفن، الإمام الشافعي، وشيخ الإسلام ابن تيمية، ناموس السلف، وابن القيم من بعدهما، رحمة الله عليهم أجمعين. وقد حوى هذا النظم مقدمة وقسمين، فالمقدمة: انقسمت إلى أربعة مباحث: في التمهيد، وفي التعريف بأهل السنة والجماعة، وفي بيان بعض خصائص أهل السنة والجماعة، وفي بيان تعريف أصول الفقه. ثم القسم الأول في بيان الأدلة الشرعية عند أهل السنة والجماعة، والقسم الثاني: في القواعد الأصولية عند أهل السنة والجماعة. وتحت كل قسم جملة من الفصول التي حوت بدورها عدة مباحث. وطريقة الشرح أن المؤلف يذكر معاني المفردات تفصيلا ثم يشرح المعنى المراد ويذكر النقولات من كتب الأصول المختلفة، بدءا من الرسالة إلى سائر كتب الأصول مع العناية بكتب ابن تيمية وابن القيم، وكثيرا ما ينقل عن شرح الكوكب المنير، مع الرجوع إلى كتب اللغة والحديث والتراجم، فهو يترجم للأعلام ويتكلم في الأحاديث تصحيحا وتضعيفا، والاستفاضة عموما في شرح مسائل المتن. وقد تميز هذا النظم بكونه سلسا عذبا سهلا رائقا، بعيدا عن منهج الكلام الذي جعل من علم الأصول فنا معقدا، لما أدخلوا فيه من المسائل التي ليست منه، والمخالفة لكلام السلف رحمهم الله.والكتاب في الجملة نظم لـ "معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة" للجيزاني، وإن لم يصرح المؤلف بذكر ذلك.