المواق

والملقب بـ

هو العلامة محمد بن يوسف بن أبي القاسم العبدري، أبو عبد الله المشهور بالمواق بفتح الميم وتشديد الواو، الأندلسي الغرناطي، مفتي الأندلس وصالحها وإمامها العلامة الحافظ المحقق النظار المتحلي بالوقار، خاتمة علماء الأندلس والشيوخ الكبار، وتذكر المصادر أن محمد بن سعد المعروف بابن بقي المتوفى سنة 791هـ، هو جد المواق لأمه وشيخ شيخه المنتوري وصهره أي أبو زوجة المنتوري وهي خالة المواق. أخذ الإمام عن الكثير من كبار أئمة الأندلس، فأخذ عن جملة من العلماء كأبي القاسم بن السراج الغرناطي القاضي الذي أخذ عنه الفقه، واستفاد منه في شرحه لمختصر خليل المعروف بالتاج والإكليل، كما أخذ عن محمد بن عاصم الوزير القاضي العالم المشهور صاحب أرجوزة تحفة الحكام، ومحمد بن عبد الملك المنتوري وهو زوج خالته وتلميذ جده للأم ابن بقي، وقد أخذ عنه رواية أغلب كتب التصوف كرسالة القشيري وحكم ابن عطاء الله وشروحها وكتب أبي طالب المكي، وغيرها. كما أخذ عن محمد بن قاسم اللخمي الأندلسي الأصل المعروف بالقوري، وعن محمد بن قاسم الأنصاري التلمساني المعروف بالرصاع، وعن محمد بن محمد بن منظور الأندلسي الغرناطي المعروف بابن منظور، وتجدر الإشارة إلى أن المواق لم يرحل عن غرناطة بل ظل بها خطيبا في جامع البيازين وقد لقبه بعض معاصريه كالحطاب بخطيب غرناطة، لطول مكثه بها. كما تتلمذ على يده الكثير من الأئمة، كالشيخ أحمد الدقون وأبي الحسن الزرقاني وأحمد بن داود، ومحمد بن علي بن محمد الشهير بالأزرق الغرناطي، وعلي بن قاسم الزقاق صاحب المنهج المنتخب إلى قواعد المذهب، وأحمد بن علي بن داود البلوي الأندلسي ومحمد بن الحداد الوادي آشي الغرناطي، وغيرهم. وقد عاصره ثلة من العلماء منهم محمد بن أبي بكر بن عاصم وهو ابن شيخه المتقدم، كما عاصر إبراهيم بن أحمد بن فتوح العقيلي مفتي غرناطة الذي كان من أهل الفقه والنحو والعقائد، وأبو إسحاق البلوي قاضي مالقة الذي كان عالما بالقرآن والعربية والفرائض وغيرهم كثر. وله المثير من المصنفات الفريدة، أبرزها، شرحان على مختصر خليل الكبير سماه التاج والإكليل في شرح مختصر خليل، وهما في غاية الجودة في تحرير النقول الموافقة لقول المصنف مع الاختصار البالغ غايته، وكتاب سنن المهتدين في مقامات الدين وهو كتاب جليل أبان فيه عن معرفة بالفنون أصولا وفروعا وتصوفا وغيرها من الفوائد الجمة، ورسالة في ضرورة تجميم الطلاب أنفسهم وجواز السماع لأهل التصوف ذكرها المواق في كتابه سنن المهتدين في المقام الرابع من الترقي حيث قال: "وقد بينت هذا المعنى في رسالة صدرت مني"، وكتاب كشف النقول، وذكره كذلك في سنن المهتدين حيث قال: "ككتابي السنن وكشف النقول"، وغيرها من المصنفات. توفي الشيخ في شعبان سنة 897هـ، واختلف في مكان دفنه.

كتب المصنف في الموقع