هو الإمام الفقيه الزاهد، الشيخ عبد الغني بن طالب بن حمادة بن إبراهيم بن سليمان الغنيمي، الدمشقي، الحنفي، الشهير بالميداني، من أفاضل فقهاء الحنفية، ولد بدمشق الشام في حي الميدان سنة 1222هـ، الموافق لسنة 1807م، وربي في حِجْرِ والده في جو عامر بالعلم والورع والتقوى، ثم قرأ القرآن بعد سن التمييز، وعكف بعد ذلك على طلب العلم الشريف بكل جد واجتهاد. بعد تمييزه بقليل وقراءته القرآن الكريم، قرأ على شيوخ عصره ومنهم العلامة ابن عابدين صاحب رد المحتار على الدر المختار، وعلى الشيخ حسن البيطار، ولازمه ملازمة تامة، وكان يكثر المديح في حقه، ولما طلب منه الإجازة حضرة السيد سلمان أفندي القادري نقيب بغداد كتب له بها أسماء مشايخه الذين تخرَّج عليهم، ولما ذكر الشيخ حسن البيطار قال: وكان جل انتفاعي به. له مؤلفات كثيرة من أهمها: شرح العقيدة الطحاوية، واللباب في شرح الكتاب، شرح فيه كتاب القدوري في الفقه الحنفي. وقد طبع مراراً. ورسالة إسعاف المريدين لإقامة فرائض الدين، وقد شرحها ولده الشيخ إسماعيل. كان له في الشعر باع، وقد نظم قصائد أشهرها تلك التي مدح فيها جناب شيخه العالم الرباني الشيخ حسن البيطار. من أجل مناقبه مساعدتُه للأمير عبد القادر الجزائري في حادثة الستين التي وقعت في سنة 1277هـ الموافق لعام 1860م، وكادت تودي بحياة كثير من نصارى الشام، وكان له كبير الفضل مع الأمير عبد القادر وبعض علماء العصر في إخماد هذه الفتنة. كان محلَّ ثناءٍ عظيم في حياته وبعد مماته. توفي رابع ربيع الأول سنة ألف ومائتين وثمان وتسعين (1298هـ) ولقد صلي عليه في جامع الدقاق بإمامة ولده الفاضل الشيخ إسماعيل، وكان لجنازته مشهدٌ قد غصّ له واسعُ الطريق، ودفن في تربة باب الله في أسفل التربة الوسطى من جهة الشرق.