اللباب في شرح الكتاب
الميداني
اللباب في شرح الكتاب
نبذة عن الكتاب

يعد كتاب "اللباب في شرح الكتاب" للعلامة الميداني من أشهر كتب المتأخرين التي اعتنت بشرح مختصر القدوري، كما أنه كان ضمن مقررات السنة الثانية الابتدائية بالأزهر والمعاهد الدينية، ويعد الميداني أحد تلامذة العلامة المحقق ابن عابدين وكان يلقبه بفارس الميدان، وكان عالما ورعا زاهدا يتعفف عن عطايا الولاة والباشوات، وكان مشهورا بأنه لا يبيع دينه بدنياه. ويعد مختصر القدوري من أهم وأشهر متون الفقه الحنفي المعتمدة، وقد جاء شرح الميداني شرحا متوسطا كما صرح بذلك في مقدمته؛ حيث حرص فيه على تفصيل مجمله وتقييد مُطْلَقِه وإيضاح معانيه، كما جاء الشرح مستوفيا للمتن كاملا، وتناول خلاله كل أبواب الفقه تقريبا، وإن كان مختصر القدوري قد اشتمل على اثني عشر ألف مسألة، فإن الشرح مع المتن قد اشتمل على قرابة خمسين ألف مسألة على ما ذكره محقق الكتاب. وقد جاء شرح الميداني للكتاب بطريقة المزج بين عبارته وعبارة القدوري؛ حيث لا يذكر قول القدوري منفصلا، وجاءت عباراته متناغمة متناسقة ومتسلسلة دون انقطاع مع تمكن في الصياغة، ووضوح في التعبير، ومن جهة أخرى فقد زاد مسائل وفروعا فقهية كثيرة رأى الحاجة إلى إضافتها، وغالبا ما يأتي بها من كتابي الهداية والجوهرة النيرة، وهو يعزو إليهما غالبا، ولكنه لم يعز في مواطن كثيرة. وقد اهتم الشارح في شرحه بالتدليل لمسائل القدوري بالأدلة العقلية والنقلية، وقد نقل كثيرا من الأدلة من الهداية، ولكن غالبا ما كان اهتمامه بالأدلة العقلية دون النقلية، وهذا خلاف الأَولى ولا شك. هذا، وإذا كان في المسألة التي يتناولها خلاف في المذهب فإنه يحرص على ذكر الأقوى والأصح والمعتمد للفتوى، وقد اعتمد في ذلك كثيرا على كتاب تصحيح القدوري لقاسم قطلوبغا، وعلى حاشية ابن عابدين. والكتاب في الأصل قاصر على المذهب الحنفي ولا يذكر بقية المذاهب إلا نادرا. ويتميز شرح الميداني بأنه غالبا ما يذكر مناسبة ذكر الكتب أو الأبواب الفقهية من جهة التقديم أو التأخير، كما يبين أيضا المعنى اللغوي والشرعي لعنوان الكتاب أو الباب مع بيان الكلمات المشكِلة وإيضاح الكلمات الغريبة. كما اتسم شرحه أيضا بالجمع بين الأصالة والمعاصرة لزمانه، ولا يخفى أن بين الماتن والشارح أكثر من ثمانية قرون، وقد حرص الشارح على ذكر ما اختلفت به الفتوى بتغير الزمان في أكثر من موطن. وقد بذل المحقق جهدا مشكورا في ضبط النص وتشكيل المشكل منه أو ما يحتاجه المتوسط إلى معرفة ضبطه، كما قام بتفقير النص إلى فقرات مرتبة، تساعد على فهمه وظهوره، كما قام بتقسيم مسائله لتكون أسرع فهما وأسهل ضبطا، وقام ببيان المصطلحات القديمة للمسافات والمقادير وربطها بالمصطلحات المعاصرة وفعل كذلك مع الأماكن والبلدان غير المشهورة، وهو وإن لم يأت بفهارس علمية تفصيلية إلا أنه جعل المجلد الأول دراسة تفصيلية للمتن وشرحه، وضمَّنه ترجمة موجزة للأعلام والكتب التي جاءت في اللباب، وذلك تخفيفيا للحواشي، ووضع فهرسا تفصيليا شاملا لرؤوس المسائل في ختام كل مجلد غير قاصر على الكتب والأبواب.