المرداوي

والملقب بـ

هو أبو الحسن علي بن سليمان بن أحمد بن محمد المرداوي السعدي ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي، المشهور بعلاء الدين المرداوي، الشيخ العلامة المحقق، من أئمة المذهب وشيوخه، وقوله حجة في المذهب. ولد في مردا عام 817هـ، ونشأ بها، وحفظ القرآن، وأخذا الفقه بها عن فقيهها أحمد بن يوسف المرداوي، ثم انتقل لدمشق فدرس في مدرسة أبي عمر ونزل بها، وحفظ ألفية ابن مالك، والمقنع، وقرأ على شيوخه قراءة بحث وتحقيق في الفقه وأصول الفقه والحديث وأصوله والتفسير والنحو والصرف، والفرائض، والحساب، وغيرها. كما فرأ المقنع أولا على أبي الفرج عبد الرحمن بن إبراهيم النابلسي وحفظه، ثم قرأه على التقي ابن قندس ولازمه واستفاد من علمه، ثم قرأه على شمس الدين محمد السيلي ولازمه أكثر من عشر سنين، وأخذ عنه في الفرائض والحساب. كما أخذ أبي شعر الحنبلي وابن ناصر الدين وغيرهم. ومن أبرز مؤلفاته؛ "الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف"، وهو في الفقه الحنبلي، يعد الكتاب أحد كتب الفقه المقارن داخل المذهب وهو من كتب الإسلام. ومن مؤلفاته أيضا، "التنقيح المشبع" وهو من أشهرها، حتى أنه لقب بالمنقح لأنه نقح " المقنع " في كتابه " تنقيح المشبع "، و"تصحيح الفروع"، و"التحبير في شرح التحرير" على مجلدين، و" فهرس القواعد والفوائد الأصولية"، وعدة. ومن أشهر تلاميذه، قاضي القضاة بدر الدين السعدي قاضي الديار المصرية، وغالب من في المملكة من الفقهاء والعلماء وقضاة الإسلام. كما قال عنه ابن العماد: "وكان لا يتردد إلى أحد من أهل الدنيا ولا يتكلم فيما لا يعنيه وكان الأكابر والأعيان يقصدونه لزيارته والاستفادة منه وحج وزار بيت المقدس مرارا ومحاسنه أكثر من أن تحصر وأشهر من أن تذكر". وكان رحمه الله متنزها عن تولي القضاء، كما باشر نيابة الحكم، وكان حسن السيرة، تصدر للإقراء والإفتاء والتأليف، وانتهت إليه رئاسة المذهب، وانتفع الناس بمؤلفاته التي انتشرت في حياته وبعد مماته. وتوفي سنة 885هـ، بصالحية دمشق يوم الجمعة سادس جمادى الأولى، ودفن بسفح قاسيون قرب الروضة.

كتب المصنف في الموقع