الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف
المرداوي
الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف
نبذة عن الكتاب

كتاب "الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف" للعلامة الفاضل القاضي علاء الدين علي ابن سليمان السعدي المرداوي، مصحح المذهب ومنقحه، وقد جمع ما وقع له من كتب الرواية، ومن الكتب الجامعة لها، ومن كتب المتون في المذهب وما لحقها من الشروح، والحواشي، والتعاليق، والتخاريج، والتصحيح، والتنقيح؛ وذلك في هذا الكتاب الجامع الفذ "الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف"، وربطه بالمقنع قاعدة انطلاق لمسائله - لانكباب الناس عليه فهو كالشرح عليه - ثم أتبعها في كل باب ما فاته، وضم إليه من الفوائد، والتنبيهات، وثمرات الخلاف في المذهب، وغيره، ما تقر به عين الفقيه، ويبهر المتبحر فضلا عن الطالب المتعلم؛ فصار بهذا للمذهب مجددا، ولشمله جامعا، ولرواياته، وتخاريجه، مصححا ومنقحا. وقد بين في مقدمته غاية البيان عن: مصادره، وسماها، وعن شرطه، وطريقته، ومسالك الترجيح، وطرق التصحيح، بحيث إذا عرف الفقيه هذه المقدمة مع مقدمة ابن مفلح للفروع، ومقدمة المرداوي لتصحيح الفروع، وخاتمة ابن النجار الفتوحي لشرح المنتهى؛ صارت لديه العدة لمعرفة المذهب، وسلك المدخل لتحقيقه، وتصحيحه، ومعرفة راجحه من مرجوحه. وقد عدد بكر أبو زيد مزايا الكتاب فقال: (1- استوعب ما أمكن الروايات في المذهب ومصادرها. 2- حوى بين دفتيه ما سبقه من أمهات كتب المذهب متنا، وشرحاً، وحاشية، وحواها لاسيما المعتمدة منها؛ فصار كتابه مغنيا عن سائر كتب المذهب قبله. 3- حوى اختيارات وتراجيح الشيوخ المعتمدين في المذهب؛ فصار دليلاً لتصحيحات شيوخ المذهب المعتمدين قبله. 4- حرر المذهب رواية، وتخريجاً، وتصحيحاً لما أطلق، وتقييدا لما أخل بشرطه إلى آخر ما التزمه في مقدمته له، جاعلا ما ذهب إليه الأكثر من الأصحاب هو المختار). وقد جاء ترتيب الكتاب موافقا لترتيب المقنع؛ حيث جاء الكتاب مشتملا على الفروع الفقهية مقسمة إلى كتب وأبواب، مبتدئا بأبواب العبادات المشتملة على أركان الإسلام من الصلاة والزكاة والصوم والحج، ثم أتبعها بكتاب الجهاد، ثم تكلم عن المعاملات مفتتحا بالبيوع وما يليها من أبواب المعاملات المختلفة كالوكالة والشركة، ثم تناول أحكام الوصايا والفرائض والعتق، ثم تناول أحكام الأسرة مبتدئا بالنكاح ثم بصور الفراق المختلفة وما يتبعها من العِدد والحضانة والنفقة، ثم تناول أحكام الجنايات والديات والحدود والأطعمة والصيد والأيمان والقضاء والشهادات، ومختتما بالإقرار. وطريقته فيه أنه يذكر في المسألة أقوال الأصحاب ثم يجعل المختار ما قاله الأكثر منهم سالكا في ذلك مسلك ابن قاضي عجلون في تصحيحه لمنهاج النووي وغيره من كتب التصحيح، فصار كتابه مغنيا للمقلد عن سائر كتب المذهب. والنسخة المحققة التي بين أيدينا تشتمل على ثلاثة كتب، وهي متن المقنع في الأعلى ثم الشرح الكبير في الوسط ثم الإنصاف في الأسفل، وجاءت المسائل والموضوعات متناسقة ومتوازية ليسهل الاطلاع عليها، وفكرة دمج الثلاثة كتب معا هي في الأصل مقترح مقدم من العلامة ابن عثيمين رحمه الله وأعد لذلك نموذجا ليتم الإخراج على منواله، وقد بُذل في التحقيق جهدا كبيرا في ضبط النص وتنسيقه وتصحيحه وتشكيله كاملا وتخريج أحاديثه، وتوثيق نصوصه، هذا وبالإضافة إلى فهرس الموضوعات في كل مجلد تم تذييل الكتاب بأكثر من عشرة فهارس فنية شاملة جاءت في مجلدين مستقلين بلغا قرابة ألفي صفحة؛ حيث اشتملا على فهارس الآيات والأحاديث والآثار والأعلام والأبواب الفقهية وغير ذلك، بالإضافة إلى كشاف المسائل والفصول والفوائد، وختما بفهرس المراجع التي اعتمد عليها في التحقيق.