هو الشيخ برهان الدين أبو الحسن علي بن أبي بكر بن عبد الجليل الفرغاني المرغيناني، من كبار فقهاء الحنفية وصاحب كتاب الهداية، وكتبه تعد من الكتب الأساسية المتداولة لدى دارسي المذهب الحنفي، وكان حافظا مفسرا محققا أديبا من المجتهدين. ولد لعائلة عربية تعود في نسبها إلى الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه عام 530هـ في قرية رشدان التي تنطق الآن ريشتان، ثم انتقل في سن الثالثة عشرة للعيش بمدينة مرغينان المعروفة حاليا مرغلان، وكلاهما يقع في ولاية فرغانة بدولة أوزبكستان، وكتب فيها القسم الأول من كتابه الشهير "الهداية"، لكن أهم جزء من حياته عاشه في مدينة سمرقند، وأنهى المرغيناني فيها كتابه "الهداية" في أبريل عام 1178م. درس الفقه الحنفي وعلوم الشريعة الاسلامية على شيوخ عدة منهم: نجم الدين أبو حفص عمر النسفي صاحب العقائد النسفية في التوحيد، وحسام الدين عمر بن عبد العزيز، وضياء الدين محمد بن الحسين البندنيجي تلميذ صاحب التحفة علاء الدين السمرقندي، وقوام الدين أحمد بن عبد الرشيد البخاري والد صاحب خلاصة الفتاوى. وله مؤلفات عدة منها: "مجموع مختارات النوازل"، و"التجنيس والمزيد"، و"كتاب في الفرائض"، و"المنتقي - منتقى الفروع"، و"البداية المسمى بـ بداية المبتدي"، و"الكفاية المسمى بـ كفاية المنتهي شرح بداية المبتدي"، و"الهداية شرح البداية"، ولكن لم تبق جميع مؤلفاته حتى اليوم، ويحتفظ معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم في جمهورية أوزبكستان بعدد من مؤلفاته المخطوطة وهي: "بداية المبتدي"، و"مجمع مختارات النوازل"، و"الهداية في الفقه"، و"الكفاية في شرح الهداية". توفي الشيخ في 14 من ذي الحجة سنة 593هـ ودفن بسمرقند وكان عمره حين توفي 74 عاما، ودفن في مقبرة تشوكارديزا بسمرقند رحمه الله.