المزني

والملقب بـ

هو أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عمرو بن إسحاق بن مسلم بن نهدلة بن عبد الله المصري، اشتهر بالمزني، وهو من تلامذة الشافعي، فلم يكن له شيوخ كُثر، بل كانت ملازمته للشافعي هي الغالبة عليه، وقد حدث عن الشافعي، وعن علي بن معبد بن شداد، ونعيم بن حماد، ولكن كان له تلاميذ كثيرون أخذوا عنه منهم: إمام الأئمة أبو بكر بن خزيمة، وأبو الحسن بن جوصا، وأبو بكر بن زياد النيسابوري، وأبو جعفر الطحاوي ابن أخته، والعلامة أبو القاسم عثمان بن بشار الأنماطي، شيخ ابن سريج، وشيخ البصرة زكريا بن يحيى الساجي، وأبو نعيم بن عدي، وعبدالرحمن بن أبي حاتم، وأبو الفوارس بن الصابوني، وخلق كثير من الشتى بقاع العالم الإسلامي حينئذ. واهتم بالفقه أكثر من غيره من العلوم، وكان محاجا ومناظرا قديرا، وقال ابن خلكان عنه: "وكان زاهدًا عالِمًا مجتهدًا محجاجًا، غواصًا على المعاني الدقيقة، وهو إمام الشافعيين وأعرفهم بطرقه وفتاويه وما ينقله عنه". وكان حاله الزهد والورع والتقرب إلى الله، وقال ابن يونس: "كانت له عبادة وفضل، ثقة في الحديث، لا يختلف فيه حاذق من أهل الفقه، وكان أحد الزهاد في الدنيا، وكان من خير خلق الله عز وجل، ومناقبه كثيرة"، وكان في غاية الورع، فيغسل الموتى تبعدا، وهو الذي غسل الشافعي رحمه الله، وقال ذات مرة "تعانيت غسل الموتى ليرق قلبي، فصار لي عادة". صنف كتبا كثيرة منها: الجامع الكبير، والجامع الصغير، ومختصر المختصر، والمنثور، والمسائل المُعتبَرة، والترغيب في العلم، وكتاب «الوثائق»، وغير ذلك. وكان إذا فرغ من مسـألة وأودعها مختصرَهُ قام إلى المحراب، وصلَّى ركعتين شكرا لله تعالى. وقال الذهبي في مختصره: "وامتلأت البلاد بـ(مختصره) في الفقه، وشرحه عدة من الكبار؛ بحيث يقال: كانت البكر يكون في جهازها نسخة بـ (مختصر) المزني". وعاش تسع وثمانون سنة، أفناها في العلم والتعلم والتعبد، وتوفي عام 264هـ بمصر ودفن فيها.

كتب المصنف في الموقع