مختصر المزني في فروع الشافعية
المزني
مختصر المزني في فروع الشافعية
نبذة عن الكتاب

يصنف هذا الكتاب ضمن فروع الفقه على المذهب الشافعي. وهو في حقيقته اختصار لفقه الإمام الشافعي. ويعد "مختصر المزني" أول كتاب صنف في المذهب الشافعي، بل إن الكتاب مشهور باسم مؤلفه، وهكذا عُرف في الأمصار. يقول المزني عما دفعه لتصنيفه: "اختصرت هذا الكتاب من علم محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله، ومن معنى قوله، لأقربه على من أراده، لينظر فيه لدينه، ويحتاط فيه لنفسه، وبالله التوفيق". وتعود أهمية الكتاب إلى كونه من الكتب المشهورة المتداولة عند الشافعية كما يقول صاحب كشف الظنون، وهي سائرة في كل الأمصار كما ذكره النووي في التهذيب. كما أن المزني هو أول من صنف في مذهب الشافعي. ويهدف المزني إلى تقريب فقه الشافعية وتيسيره. ومن معالم أسلوب الكتاب جزالة تراكيب المزني وقوة عباراته مما يشير إلى تتلمذه على الشافعي. وفي الكتاب مصطلحات لابد من معرفتها؛ فالجديد: ما أفتى به في مصر. والقديم: ما أفتى به في العراق. وإذا كان في المسألة قولان: قديم وجديد؛ فالجديد هو المعمول به إلا في سبع عشرة مسألة. وإذا كان في المسألة قولان فالعمل بآخرهما. وحيث يوجد "النص" فهو نص الشافعي، من جديد أو قديمه، ويكون هناك وجه ضعيف أو قول مخرج. وحيث يوجد "الأظهر" أو "المشهور" فمن القولين أو الأقوال، فإن قوي الخلاف فالأظهر أو فالمشهور. وحيث يوجد "الأصح" أو "الصحيح" فمن الوجهين أو الأوجه، فإن قوي الخلاف فـ"الصحيح" أو "الأصح". وحيث يوجد "المذهب" فمن الطريقين أو الطرق. والأصحاب في نصوص الشافعي يستخرجون الوجوه، ويحكون في المسألة قولين أو وجهين، ويقطع بعضهم بأحدهما. وحيث يوجد "التخريج" فإنه من حكمين مختلفين في صورتين مشتبهتين. وحيث يوجد "المشهور" فهو الراجح من القولين للشافعي. وحيث يوجد "المذهب" فهو القول الراجح عند الاختلاف بين الأصحاب. وقد سلك المصنف منهجا وصفيا في كتابه، باستدلاله بالآيات القرآنية، ثم بالأحاديث النبوية، ثم بما قاله الشافعي أو اختاره. وقد جاء محتواه مرتبا على أبواب الفقه المعروفة مبتدئا بباب الطهارة، ومختتما بكتاب عتق أمهات الأولاد. فاشتمل على كتب الطهارة، والصلاة، والجنائز، والزكاة، والصيام، والحج، والبيع، والتفليس، والوكالة، والإقرار، والعارية، والغصب، والشرط، والعطايا والصدقات والحبس والسائبة، واللقطة، والوديعة، والنكاح، والصداق، والطلاق، والخلع، والإيلاء، والظهار، والعدة، والقتل، والقسامة، والحدود، والسرقة، والسير، والجزية، والصيد والذبائح، والضحايا، والسبق والرمي، وأدب القاضي، والدعوى، والمكاتبات، وعتق أمهات الأولاد. ويعد كتابه هذا أكثر الكتب شروحا من علماء المذهب. يقول عنه أبو العباس أحمد بن سريج: "وهو أصل الكتب المصنفة في مذهب الشافعي رضي الله عنه، وعلى مثاله رتبوا، ولكلامه فسروا وشرحوا". وقد شرحه كبار أئمة الشافعية في القرن الرابع الهجري كأبي العباس ابن سريج وأبي إسحاق المرزوي، وحظي أيضا بشروح كثيرة في القرن الخامس الهجري. ومن الشروح المهمة التي كتبت على "مختصر ‍المزني" وكان لها أثرها في مسيرة التصنيف في المذهب الشافعي كتاب "نهاية المطلب" لإمام الحرمين الجويني، والذي اعتمد عليه الغزالي في (البسيط) و(الوسيط) و(الوجيز)، وجاء الرافعي وشرح الوجيز، ثم جاء النووي فصنف (الروضة) اعتمادا على شرح الوجيز.