هو أبو البركات عبد الله بن أحمد بن محمود حافظ الدين النسفي، يعتبر أحد الزهاد المتأخرين، والعلماء العاملين، ومتكلم أصولي من فقهاء الحنفية. لم يعرف تحديدًا السنة التي ولد فيها، نسبته إلى منطقة نسف في بلاد ما وراء النهر بين جيحون وسمرقند.كان واسع العلم كثير المهابة وسيدا في الفقه والأصول وبارعاً في الحديث، وكان محبا للصوفية، وعزر ابن أبي حجلة لكلامه في ابن الفارض.تتلمذ على أكثر شيوخ عصره، ومنهم شمس الدين الكردي، وأحمد العتابي، والوجيه الرازي، والسراج الثقفي. وأخذ عن الشيخ حافظ الدين النسفي تلاميذ كثر، غير أن كتب التراجم لم تذكر ممن اشتهر منهم سوى الشيخ حسام الدين الحسين بن علي الصِّغناقي.قال عنه صاحب كتاب معجم المطبوعات العربية: كان إمامًا كاملاً عديم النظير في زمانه، رأسًا في الفقه والأصول، بارعًا في الحديث ومعانيه. وقد عده ابن كمال باشا من طبقة المقلدين القادرين على التمييز بين القوي والضعيف الذين شأنهم ألا ينقلوا في كتبهم الأقوال المردودة والروايات الضعيفة وهي أدنى طبقات المتفقهين أدنى درجة من المجتهدين والمخرجين والمرجحين. واعتبره غيره من المجتهدين في المذهب وقالوا إنه اختتم به ولم يوجد بعده مجتهد في المذهب.له مؤلفات كثيرة في الفقه والأصول والتفسير أبرزها تفسيره مدارك التنزيل وحقائق التأويل، وهو تفسير متوسط الحجم اختصره من تفسير الكشاف وتفسير البيضاوي.ومن مؤلفاته أيضًا: كنز الدقائق في الفقه، والمنار في أصول الفقه، وكشف الأسرار.توفي النسفي في بلدة إيذج قرب أصبهان، اختلف في وفاته، قيل 701هـ، وقيل 710هـ.