كشف الأسرار شرح المصنف على المنار
النسفي
كشف الأسرار شرح المصنف على المنار
نبذة عن الكتاب

هذا الكتاب هو الشرح الأول لمتن "منار الأنوار في أصول الفقه"، وهو متن هام في أصول الفقه الحنفي، للفقيه الأصولي المتكلم المفسر أبو البركات حافظ الدين عبد الله بن أحمد النسفي، صاحب كنز الدقائق في الفروع. والمنار يمثل حلقة هامة من حلقات مدرسة أصول الفقه الحنفي، فهو من أوجزها عبارة، وأشملها نكتا ودراية، ويعد من الكتب المنسوبة إلى طريقة المتأخرين من أصوليي الأحناف (الجمع بين الطريقتين: طريقة الفقهاء الحنفية وطريقة المتكلمين الشافعية)، وقد اختصر النسفي متنه من "أصول السرخسي" و"أصول البزدوي"، ووضعه على ترتيب "أصول البزدوي"، فهو متن جامع مختصر نافع، وهو فيما بين كتب الإمام النسفي المبسوطة ومختصراته المضبوطة أكثرها تداولا، وأقربها تناولا، وهو مع صغر حجمه ووجازة نظمه، بحر محيط بدرر الحقائق، وقد حوى أهم مسائل أصول الفقه، مع اختيار الأقوال في كل مسألة، وانتقاء أرجح الأدلة. وقد لقي قبولا كبيرا، وأقبل عليه العلماء إقبالا منقطع النظير، واعتنى الحنفية به شرحا وتحشية واختصارا ونظما، فمنهم من شرحه شرحا مطولا، ومنهم من شرحه شرحا موجزا، ومنهم من وضع عليه التعليقات والحواشي، ومنهم من قام باختصاره، ومنهم من قام بنظمه، ومختصراته ما يقارب الخمسين ما بين مطبوع ومخطوط، ومنهم من قام بشرح مختصره.وقد بين المصنف الباعث على وضع هذا المتن حيث قال: (لما رأيت الهمم مائلة إلى علم أصول الفقه، الذي هو من أجل العلوم الدينية، وأتمها في استخراج الطرائق الجدلية، لاشتماله على المعقول والمسموع، ورأيت المحصلين ببخارى وغيرها من بلاد الإسلام، مائلين إلى أصول الفقه لفخر الإسلام وشمس الأئمة السرخسي - تغمدهما الله برحمته - فاختصرتهما بعد التماس الطالبين، ملتزما إيراد جميع الأصول، موميا إلى الدلائل والفروع، راعيا ترتيب فخر الإسلام، إلا ما دعت الضرورة إليه، ولم أزد فيه شيئا أجنبيا إلا ماكان بالزيادة حريا).وهذا الشرح هو أول شرح للمتن، شرحه مصنفه الإمام النسفي، وسماه: "كشف الأسرار شرح المنار"، وربما أُطلق عليه الكشف الصغير، تمييزا بينه وبين كشف الأسرار على أصول البزدوي لعلاء الدين البخاري. والباعث على تصنيفه ما ذكره المصنف من أن (بعض المختلفة إلي لما تأملوا في مصادره وموارده، وأمعنوا النظر في معاقده وقواعده، أكثروا المعاودة إلي، ملتمسين مني شرحا كاشفا لعويصاته، موضحا لمعضلاته، فاتحا لما أغلق في أصول الفقه لفخر الإسلام، حاويا زبدة ما أورد في منتخب المحصول فخر الأنام، فأجبتهم إلى ذلك). ولا يبعد القول بأن أحسن من شرح المنار هو الإمام النسفي نفسه. وقد شرحه في شرح آخر حقق حديثا بالجامعة الإسلامية واسمه "المنوِّر في أصول الفقه".وكشف الأسرار مطبوع بحاشيته شرح آخر وهو "شرح نور الأنوار على المنار" للفقيه الحنفي المكي الصالحي ثم الهندوي اللكنوي "ملا جيون". وجدير بالذكر أن الإمام النسفي ماتريدي العقيدة، شأنه شأن أصوليي الأحناف من بلاد ما وراء النهر، وذلك ظاهر في مؤلفاته.