هو العلامة أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد بن عمر الخوارزمي الزمخشري، من أئمة التفسير واللغة والآداب. ولد في زمخشر يوم الأربعاء السابع والعشرين من شهر رجب سنة 467 هـ. كان الزمخشري معتزليا في الأصول (العقيدة)، حنفيا في الفروع (الفقه)، وكان يجاهر بمذهب الاعتزال، ويدونه في كتبه، ويصرح به في مجالسه. وكان إذا قصد صاحبا له استأذن عليه في الدخول ويقول لمن يأخذ له الإذن: قل له: أبو القاسم المعتزلي بالباب. وقد بذل الزمخشري مجهودا كبيرا في تفسيره في سبيل تفسير الآيات القرآنية على مقتضى مذهب الاعتزال وأصوله الخمسة، وهي: التوحيد، والعدل، والوعد والوعيد، والمنزلة بين المنزلتين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقد اشتهر الزمخشري في عصره، ومدحه الشعراء والأدباء، وطلب العلماء أن يعطيهم الإجازة في رواية كتبه. وكان الزمخشري إماما في التفسير، والنحو، والبلاغة. وصاحب تآليف عظيمة في كل ذلك، ومن مؤلفاته: تفسير الزمخشري المسمى بالكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، والرائض في علم الفرائض، وأطواق الذهب في المواعظ، وكتاب النصائح، وكتاب الأمكنة والجبال والمياه، وأساس البلاغة، والمستقصي في الأمثال، والفائق في غريب الحديث، ومقدمة الأدب وهو قاموس من العربية للفارسية، والقسطاس في علم العروض، وغيرها. وتوفي العلامة سنة 538هـ.