الكشاف أو تفسير الزمخشري هو كتاب في تفسير القرآن ألفه الزمخشري، كبير المعتزلة، وهو جار الله أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد، الزمخشري الخوارزمي النحوي. والتفسير فيه فوائد لغوية وبلاغية جمة. أما في العقيدة فغالبا ما يرد كلامه الحافظ ابن كثير. وقد ذكر الإمام الزمخشري في مقدمة كشافه قصة تأليف كتابه هذا ووضح فيها ما كان منه من التردد بين الإقدام عليه والإحجام عنه أولا، ثم العزم المصمم منه على تأليفه حتى أخرجه للناس. فذكر أنه كان في بداية الأمر كان يرى من التعجب والاستحسان في وجوه أصحابه وتلاميذه عند تفسيره لبعض آيات القرآن، مما جعلهم يستطيرون شوقا إلى تأليف يجمع أطرافا من ذلك، حتى اقترحوا عليه أن يملي عليهم الكشف حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل. وبعد رفض منه اقتنع في نهاية الأمر، وبدأ في الكتابة في الحرم المكي حتى أخرج للناس هذا الكتاب. ومن خصائص ذلك التفسير ومنهج المؤلف فيه سلوكه فيما يقصد إيضاحه على طريقة السؤال والجواب كثيرا، ويعنون السؤال بكلمة "فإن قلتَ" ويعنون الجواب بكلمة "قلتُ". ونجد الأئمة الذين تكلموا على الإمام الزمخشري وعلى تفسيره من الناحية الاعتزالية قد أثنوا عليه من الناحية الأدبية والبلاغية واللغوية. والزمخشري لا يتوسع في المسائل الفقهية أبدا، بل على العكس نرى أنه يتعرض لها إلى حد ما دون الميول إلى مذهبه الحنفي، فهو لا يتعصب لمذهبه الفقهي على عكس مذهبه الاعتقادي فإنه ظاهر جدا في تفسيره. وأيضا نجد أن الزمخشري مقل من ذكر الروايات الإسرائيلية، وهو يتبع خطة للكشف عن هذه الروايات، بأن يصدر الرواية بلفظ "روي" المشعر بضعف الرواية، وبعدها عن الصحة، وإما أن يفوض علمه إلى الله وهذا في الغالب يكون عند ذكره للروايات التي لا يلزم من التصديق بها مساس الدين، وإما أن ينبه على ضعف الرواية وهذا في الغالب يكون عند الروايات التي لها مساس بالدين وتعلق به. ولقد نحى الزمخشري في تفسيره منحى الاعتزال، فشرحه في ظل الأصول الخمسة للمعتزلة (العدل - التوحيد - الوعد والوعيد - المنزلة بين منزلتين - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر). ومن أفكاره التي يمكن ملاحظتها في كثير من المواضع في تفسيره انتصاره لرأي المعتزلة في أصحاب الكبائر، وفي الحسن والقبح العقليين، وفي السحر، و في حرية الإرادة وخلق العباد لأفعالهم لاستحقاق الوعد أو الوعيد من الله عز وجل، وانتصاره لرأي المعتزلة في عدم رؤية الله سبحانه، وغيره ذلك. والتفسير مؤلف من المقدمة ثم التفسير على المنهج المذكور، مرتبا على نفس ترتيب المصحف. ويؤخذ على الزمخشري التعصب لمذهبه المعتزلي، وحشوه لكتابه بها، حتى قال البلقيني: "أخرجت من الكشاف اعتزاليات بالمناقيش". والكتاب مذيل بحاشية (الانتصاف فيما تضمنه الكشاف) لابن المنير الإسكندري (ت 683هـ)، وتخريج أحاديث الكشاف للإمام الزيلعى.