علي الكتاني

علي المنتصر الكتاني

والملقب بـ

هو العلامة علي بن المنتصر الكتاني تقني ومؤرخ ورائد في علوم الطاقة الشمسية وباحث في شؤون الأقليات المسلمة. ولد في سبتمبر سنة 1941م. وتربى ونشأ في أسرة متدينة، وواحدة من أعرق وأنسب أسر المغرب. فوالده محدث الحرمين الشريفين سيدي محمد المنتصر الكتاني، الذي كان من أبرز علماء الوقت. والدته هي أم هانئ سليلة العلامة الخطيب سيدي عبد السلام سليل آل الفاسي الفهري من لبلة. ربى التربية الدينية على والده وفي الكتاب، ونال شهادتي البكالوريا بكلا اللغتين العربية والفرنسية من مدارس دمشق عام١٣٧٩هـ، وتحصل على دبلوم الهندسة الكهربائية من معهد البولي تكنيك بجامعة لوزان بسويسرا أوائل عام١٣٨٣هـ. ثم تابع دراسته في لوزان في الطاقة النووية لمدة ستة شهور، ودرّس فترة في المدرسة المحمدية للمهندسين بالرباط - المغرب، وتحصل على شهادة الدكتوراه متخصصا في الطاقة من جامعة كارنيجي بمدينة بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأميركية عام ١٣٨٥هـ وهو لما يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره، وذلك في مدة وجيزة لا تزيد عن السنة والنصف، في موضوع الذبذبات في مادة البلازما. ثم التحق مدرسا في عدة جامعات أمريكية وعربية؛ كجامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية، ومعهد ماساشوستس للتكنولوجيا M.I.T، بالولايات المتحدة الأميركية، وجامعة الملك عبد العزيز بالرياض، وجامعة الملك فهد للعلوم والتقنية بالظهران والتي كان أحد مؤسسيها، وتحصل على رتبة أستاذ ذي كرسي عام ١٩٧٢م وهو لما يتجاوز٣١ عاما. وكذلك عمل أستاذا زائرا في مختلف جامعات العالم في مجال الطاقة والعلوم والتكنولوجيا، وكان له الفضل في تأسيس علم هندسة البلازما Plasma Engineering. كما كانت الأندلس أكبر اهتماماته. كما أنه حرص على الدعوة إلى الإسلام في شتى دول العالم الغربي، كما عمل من خلال عضويته في منظمة العواصم والمدن الإسلامية - والتي مقرها بجدة بالمملكة العربية السعودية - على ضم دولتين من دول أميركا اللاتينية لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وهما: غوييانا وترنداد، وذلك من خلال نشاطاته المتواصلة في مجال الدعوة إلى الله تعالى في تلك القارة، وما كان له من علاقة وطيدة بعدة دول بها على المستويين الشعبي والقيادي، كما عمل على إدخال مدن غير إسلامية ولكن لها تاريخ إسلامي عريق في منظمة المدن والعواصم الإسلامية التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي. أما على مستوى الأقليات الإسلامية؛ فقد عمل الدكتور الكتاني على تجديد الدعوة الإسلامية في العالم غير الإسلامي، حيث ابتدأ اعتناؤه بها منذ دخوله الجامعة بلوزان ثم الولايات المتحدة، وبها أسس عدة مراكز إسلامية، ثم عند مقامه بالمملكة العربية السعودية قام بإعطاء النصائح لرابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة لكي تقوم بمسح عام للأقليات الإسلامية بالعالم يتبعه مساندة علمية مدروسة لهذه الأقليات، وكان أول ما صنفه كتاب: المسلمون في المعسكر الشيوعي. كما كان يسافر إلى مختلف دول العالم من أجل تنظيم الأقليات الإسلامية ويحل مشاكلها. وأفاد كثيرا، حتى إنه نظم المسلمين في أستراليا، وهم الآن يقاربون 800 ألف مسلم، وتواصل مع السكان الأصليين في نيوزيلندا ونيوكاليدونيا وعرفهم بالإسلام. أما اهتمامه بالأندلس فيعود إلى جذوره الموريسكية، ففي سنة 1973م، وخلال زيارته لأسبانيا في إطار إعداده لدراسته حول "المسلمون في أوروبا وأمريكا". وقد كان اهتمامه ذاك تأثرا أيضا بوالده الذي كان له اهتمام خاص بالأندلس والبحث في تاريخها، وإحياء الإسلام فيها. فاشتغل بنشر الإسلام في الأندلس، واشتغل هناك بنشر الإسلام بداية من إشبيلية ثم قرطبة، ثم مختلف مدنها، مستعينا بما عرف من العلوم، ومستعينا أيضا بما له من العلاقات. فتكونت عدة جمعيات إسلامية. بعدها انتقل من المؤسسة الإسلامية للعلوم والتكنولوجيا والتنمية سنة 1989م، وجاء إلى المغرب، وفي المغرب قرر بأن يستمر في دعوته إلى الله في إسبانيا، وأسس هناك سنة 1993م جامعة ابن رشد الإسلامية، حيث كان يرى بأنه إذا أردت نشر الإسلام في بلاد؛ فيجب أن تؤسس دعاتها وعلماءها منها، ومن بني جلدتها، لا أن تدخل فيهم الأغراب. كانت تلك فلسفته في تأسيسه أول جامعة إسلامية في أوروبا، وهي جامعة ابن رشد الإسلامية. تأسست جامعة ابن رشد بمساعدة مختلف أصدقائه، وكان ساعده الأيمن الدكتور عبد الكريم الخطيب فقد كانا يعملان في جمع التبرعات للمسلمين، وفي نشر الإسلام. واجه الدكتور علي صعوبات جمة في عمله الإسلامي بالأندلس عموما، وفي بناء الجامعة بصفة خاصة، خاصة من اليمين الإسباني المتطرف، ومن الكنيسة، بل ومن بعض الدول العربية المشرقية التي هددته بتدمير الجامعة وبناء مدرسة ابتدائية بدلا منها. وأسس عدة جمعيات تعاونية وثقافية؛ منها جمعية الشرفاء الكتانيين للثقافة والتعاون. وبالرغم من كل هذه المجهودات وهذا النفوذ، كان غاية في التواضع وهضم النفس. ترك حوالي مائتي مصنف، منها المؤلف الكبير، ومنها البحث الذي نشر في مختلف المجلات المحكمة في العالم، سواء في علوم التكنولوجيا والتنمية، سواء في علوم الطاقة، أهمها كتاب Plasma Engineering‏ أو في علم الأقليات الإسلامية، وفي علم التاريخ، وعلم الأنساب، وفي فن الشعر؛ فله ديوان شعر باللغة الفرنسية، وباللغة الإنجليزية. وله كذلك بعض الأشعار كتبها في طفولته باللغة العربية. ومن أبرز مؤلفاته انبعاث الإسلام في الأندلس، هذا الكتاب الذي تطرق فيه وتوسع في تاريخ الإسلام في الأندلس منذ سقوط غرناطة إلى الآن، وتاريخ الإسلام في الأندلس وجذوره، وهذا الموضوع لم يصنف قبله فيه، واعتمد في هذا الكتاب ألف مرجع. طبع هذا الكتاب في باكستان، وسيعاد طبعه في الأردن. وأيضا من مؤلفاته المسلمون في المعسكر الشيوعي، والشجرة الكتانية (في النسب الكتاني) في مجلد ضخم، ومجموعة كبرى من الأبحاث في خصوص علم الطاقة باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية، وموسوعة المقالات المكتوبة حول الإسلام بالأندلس منذ عام:١٩٨٠ -٢٠٠٠م، والعلامة المجاهد محمد إبراهيم بن أحمد الكتاني: حياة علم وجهاد، وتحقيق رحلة ابن بطوطة في مجلدين، ومجموعة كبرى من الأبحاث بخصوص الأقليات الإسلامية في العالم، وغيرها. توفي رحمه الله تعالى بقرطبة، فجأة وفي ظروف غامضة، بعد عدة تهديدات كانت وصلته من اليمين المتطرف بإسبانيا، وهو مستعد للرجوع لبلاده المغرب، سحر ليلة الثلاثاء ١٥ محرم الحرام عام ١٤٢٢هـ الموافق ١٠ أبريل عام ٢٠٠١م، ونقل جثمانه من الغد للرباط، حيث شيع جثمانه في جنازة رهيبة ظهر يوم الخميس الموالي، ليدفن في مقبرة الشهداء قريبا من مرقد والده الإمام محمد المنتصر الكتاني، وصلي عليه الغائب في عدة بلاد إسلامية كاليمن والمدينة المنورة وسوريا، وغيرها. لتفقد الأمة الإسلامية إماما مجددا وموسوعة في العلوم والمعارف.

كتب المصنف في الموقع