الشيخ علي محفوظ نشأ في محلة روح مركز طنطا الغربية، وفيها ولد وعاشت أسرته، وحفظ القرآن الكريم في صغره وبعض المتون، في عام 1306 هـ التحق بالجامع الأحمدي بطنطا، واشتغل بتجويد القرآن الكريم على بعض الفقهاء، ثم بدأ يتلقى العلم على كبار شيوخه، فكان من أساتذته: الشيخ عبد الرحمن الدمياطي، والشيخ محمد الشبيني الكبير، والشيخ علي المنوفي، والشيخ قطب بكر. استمر بالجامع الأحمد نحوًا من عشر سنوات، ظهر فيها نبوغه وتفوقه على أقرانه. ثم توجه في عام 1317هـ إلى القاهرة ونزل بالأزهر، ثم اتبع مذهب أبي حنيفة بعد أن كان شافعي المذهب، فتتلمذ على صفوة علمائه؛ من أمثال الشيخ: محمد الحلبي، والشيخ بكر الصدفي، والشيخ أحمد أبي خطوة، والشيخ محمد بخيت، والأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده، وفي عام 1324هـ حصل على شهادة العالمية، ثم اشتغل بالتدريس. واستمر في الأزهر حتى بلغ القسم العالي، كما أنشأ قسم الوعظ والإرشاد فيه، وهو أول من أسسه وقام بتوجيهه. وفي عام 1937م ذهب لمكة لأداء فريضة الحج، وسرعان ما قدرت هيئة كبار العلماء مزاياه وعلمه وفضله، فقررت ضمه للهيئة عام 1939م وصدر أمر ملكي بذلك. وفي نفس السنة، نبتت فكرة إلقاء دروس دينية على أمواج الأثير، فكان مَنْ وقع عليه الاختيار لهذا العمل الجليل؛ فكان يلقي درسًا في كل شهر تقريبًا حتى لقي ربَّه، إلى جانب إلقاء الدروس الدينية في الجامع الأزهر بعد صلاة العصر من كل يوم من أيام رمضان المبارك. ومن أهم مؤلفاته: "الأخلاق"، وكان يدرَّس في المعهد الابتدائي بالأزهر، "سبيل الحكمة في الوعظ والخطابة"، "هداية المرشدين إلى طرق الوعظ والخطابة"، وهو مقرَّر للدراسة في كلية أصول الدين، جامعة الأزهر، "الإبداع في مضار الابتداع"، وهو مقرَّر للدِّراسة في كلية أصول الدين، جامعة الأزهر، "الخطابة"، لم يُطبع، وقد ظهرت منه مذكرة مختصرة في 100 صفحة. وكان رحمه الله أول من أرشد الناس للوعظ وجاهد في ذلك مصاحبا ذلك بالإخلاص والإيمان، فكان واعظًا بسَمْتِه، وهيئته، ووقاره، ووقفته، ومشيته، قبل أن يكون واعظًا بقوله ومنطِقه، وتوفي رحمه الله في يوم الأربعاء الثالث من ذي القعدة 1361 هـ، الموافق 11 نوفمبر 1942م.