هذا مختصر مهذب لطيف في أصول البدع وفروعها، وعادات العامة وأوهامهم. وهو يتبع في منهجيته ما قرره المجلس الأعلى للأزهر الشريف من مناهج التعليم في مجموعة الوعظ والخطابة بالجامع. وقد قرظ الكتاب غير واحد كالشيخ يوسف الدجوي ومحمد رشيد رضا وغيرهما. وقد كان سبب تصنيف المؤلف لكتابه هو ما رآه من أن كثيرا من البدع والخرافات قد استحكم لدى قطاع عريض من الناس، حتى أبعدهم عن طريق الدين المستقيم. وتأتي أهمية الكتاب من كون مصنفه من رجال الأزهر، وهذه حجة عليهم لأن أكثر البدع اليوم هم يتبنونها، فهو مقنع لاحتوائه على شهادة واحد منهم على البدع، وهو من كبار العلماء فى القرن الماضى رحمه الله. وقد كان أسلوبه وسطا بين الإفراط والتفريط مقتصرا على ما لابد منه لمن يتصدى لمحاربة البدع والعوائد القبيحة. يتكون الكتاب في محتواه من بابين بعد مقدمة عن أخبار النبي وغربته والحث على التمسك بالدين وإحياء السنة. فأما عن الباب الأول فهو عن البدع من جهة الأصول والقواعد، وفيه فصول عن البدعة ومعناها في كلام الشاطبي، وتقسيم السنة إلى فعلية وتركية، وأقسام البدعة، والفرق بين البدع والمصالح المرسلة، وذم البدع والتحذير من الابتداع في الدين، وأحكام البدعة، وكيفية دفع البدع الاعتقادية والعملية. أما الباب الثاني فهو في النظر في البدع من جهة فروعها، وفيه فصول عن بدع المساجد، وبدع المقابر والأضرحة وزيارة القبور، وبدع الجنائز والمآتم وعادات الناس فيها، وبدع الموالد وأول من أحدثها، ومنكرات الأفراح، وبدع الأعياد والمواسم، والبدع التي تقع في العبادات، وبدع أرباب الطرق، وبدع الاعتقادات، وبدع الضيافة والولائم، وبدع المعاشرة والعادات، وخرافات العامة وأوهامهم. ويميز هذه النسخة المحققة أنها جاءت مصححة ومنقحة إذ عكف فيها المحقق على تخريج الآيات القرآنية المستشهد بها في الكتاب وتخريج الأحاديث مع عزوها إلى مظانها في كتب الحديث المشهورة. ويؤخذ على الكتاب أنه مع قيمته إلا أن فيه بعض المخالفات خاصة فى تقسيم البدع فى الفصل الأول إلى حسن وغير حسن، وغير الحسن قد يكون محرما أو مكروها وإلا فمباح تبعا لمن أجري على البدع من الأحكام الخمسة. الثانية المسحة الصوفية الظاهرة بشدة على المصنف حتى أنه عقد فصلا لبدع الطرق وجعلها اصلا، منه السنى ومنه البدعى وكأنها دين. والرجل وإن كان معذورا لما نشأ فيه، لكن لا يجوز عدم التنبيه على ذلك خاصة أنه يتكلم على التصوف وكأنه أصل فى الإسلام يغتر به الجهال. الثالثة اعتماده على أحاديث شديدة الوهن لدرجة الوضع سواء فى التأصيل أو المناقشة.