جلال الدين المحلي

والملقب بـ

هو الإمام جلال الدين أبو عبد الله محمد بن شهاب الدين أحمد بن كمال الدين محمد بن إبراهيم بن أحمد بن هاشم العباسي الأنصاري المحلّي، نسبة للمحلة الكبرى من الغربية. ولد في مستهل شوال سنة 791 هـ بالقاهرة ونشأ بها فقرأ القرآن وحفظ المتون واشتغل في فنون العلم. عرفه ابن العماد بتفتازاني العرب. وكان يقول عن نفسه: "إن ذهني لا يقبل الخطأ". ولم يكن يقدر على الحفظ، حفظ مرة كراسا من بعض الكتب فامتلأ بدنه حرارة. وكان مهيبا صداعا بالحق، يواجه بذلك الظلمة الحكام، ويأتون إليه، فلا يأذن لهم. وعرض عليه القضاء الأكبر فامتنع. وصنف كتابا في التفسير أتمه الجلال السيوطي. فسمي تفسير الجلالين. وهو المفسر، الأصولي، النحوي. ووُليَّ تدريس الفقه في بعض المؤسسات التعليمية في عصره "البرقوقية والمؤيدية"، وأصبح مقصدا للعلماء وطلاب العلم، فقرأ عليه من لا يحصى كثرة، وارتحل الفضلاء للأخذ عنه، وتخرج على يديه جماعة درسوا في حياته. لكنه صار في أواخر حياته يسـتروح في إقرائه لغلبة الملل والسـآمة عليه. ووصف بأنه كان غرَّة عصره في سلوك طريق السلف على قدم من الصلاح والزهد والورع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مهيبا صدّاعا بالحقّ يواجه بذلك الظلمة، والحكام يأتون إليه، فلا يلتفت إليهم، ولا يأذن لهم في الدخول عليه. وفي حياته الخاصة كان متقشفا في مركوبه وملبوسه، ويتكسب بالتجارة، وكان يتولى بيع الثياب في بعض الحوانيت، ثم أقام شخصا عوضه فيه، وتصدّى هو للتصنيف والتدريس والإقراء. من أبرز شيوخه الإمام شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الدائم النُعَيمي العسقلاني، والإمام الفقيه برهان الدين أبو إسحق إبراهيم بن أحمد البيجوري المعروف بالبرهان البيجوري، والإمام المحدث جلال الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن عمر بن رسلان، والشيخ شهاب الدين العجيمي سبط ابن هشام أخذ عنه النحو، والإمام ناصر الدين أبو عبد الله محمد بن أنس بن أبي بكر بن يوسف الطنتدائي المصري الحنفي أخذ عنه الفرائض والحساب، والشيخ مجد الدين البرماوي الشافعي، وشيخ الإسلام الإمام شهاب الدين ابن حجر العسقلاني، والإمام المحدث شرف الدين أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد اللطيف الشافعي، وغيرهم الكثير من الشيوخ. ومن أشهر تلامذته زكريا الأنصاري، وجلال الدين السيوطي، والشيخ حسام الدين حسين بن محمد بن حسن الغزي الشافعي ويعرف بابن الهِرش. ومن أبرز مؤلفاته حاشية العلامة ابن القاسم العبادي، وحاشية العلامة ناصر الدين اللقاني، البدر الطالع في حل جمع الجوامع. وهو شرح على كتاب جمع الجوامع في أصول الفقه للإمام تاج الدين السبكي، والطب النبوي، وكتاب في الجهاد، شرح الشمسية في المنطق لم يكمله. وقد انتقل الإمام إلى الرفيق الأعلى بعد أن مرض بالإسهال من نصف رمضان في صبيحة يوم السبت مستهل سنة 864 هـ.

كتب المصنف في الموقع