هذا الكتاب القيم من تأليف العلامة جلال الدين محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم المحلي الفقيه الشافعي والمفسر المشهور، كما قدم له وحققه الشيخ الدكتور حسام الدين بن موسى عفانة الأستاذ المشارك في الفقه وأصوله بجامعة القدس. وهو من أجود شروح متن الورقات لإمام الحرمين الجويني، الذي يعد على صغر حجمه من أهم المختصرات في علم أصول الفقه، فهو رسالة مختصرة نافعة للمبتدئين، وقد اهتم به العلماء فتناولوه بالشروح والحواشي والنظم، ومن ذلك الشرح الذي بين أيدينا. وقد اشتمل متن الورقات على معظم مباحث علم أصول الفقه، وقدم إمام الحرمين مقدمة ثم ذكر أبواب أصول الفقه. وقد احتوت المقدمة على: معنى أصول الفقه، تعريف الأصل، تعريف الفرع، تعريف الفقه، أنواع الحكم السبعة، بيان الفرق بين الفقه والعلم والظن والشك. ثم ذكر أبواب أصول الفقه التالية: أقسام الكلام، الأمر والنهي، العام والخاص، المجمل والمبين، الظاهر والمؤول، الأفعال، الناسخ والمنسوخ، الإجماع، الأخبار، القياس، الحظر والإباحة، ترتيب الأدلة، صفة المفتي والمستفتي، أحكام المجتهدين.والشرح الذي بين يدينا من أهم شروحات الورقات وأحسنها، واستفاد منه كثير من شراح الورقات الذين جاؤوا من بعده، ولكن شرح المحلي صعب العبارة، غامض الإشارة، لذلك كان بحاجة إلى شرح آخر يحل غوامضه ويبين المراد من عبارته، وقد تصدى لذلك بعض العلماء فمنهم من شرحه ومنهم من وضع حاشية عليه. ومنهم الشيخ محمد بن محمد الرعيني المعروف بالحطاب، فقد شرح الورقات وشرح أيضا شرح المحلي ووصفه بأنه قريب من جملة الألغاز ثم قال: "فاستخرت الله تعالى في شرح الورقات بعبارة واضحة منبهة على نكت الشرح المذكور وفوائده، بحيث يكون هذا الشرح شرحا للورقات وللشرح المذكور، يعني شرح المحلي للورقات... ولا أعدل عن عبارة الشرح المذكور إلا لتغييرها بأوضح منها أو زيادة فائدة".وقد قسم المحقق الكتاب لقسمين، القسم الأول هو الدراسة التي ضم فيها عدة مباحث تناولت التعريف بإمام الحرمين، ثم التعريف بكتاب الورقات، ثم التعريف بالشارح جلال الدين المحلي، ثم التعريف بالشرح الذي بين يدينا، وأخيرا منهج المحقق في تحقيق هذا الكتاب. والقسم الثاني شرح الورقات.