هو الإمام عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر الرازي (ابن أبي حاتم)، وينسب إلى بلدة الريّ، وهي من بلاد الديلم في المشرق، ولد سنة 240هـ، وهو من كبار حفاظ الحديث، وكان أبوه إماما في الحديث و الجرح والتعديل و العلل، فرحل في طلب العلم مع أبيه أبو حاتم وبعده ،و كان واسع الاطلاع و الحفظ و صنف في الفقه و العقيدة و الحديث، فذهب إلى مصر والشام ومكة، وسمع من كبار أئمة المحدثين، ومن أبرزهم: أبو حاتم محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي الرازي، وأبو زرعة الرازي، ومسلم بن الحجاج، وأحمد بن أصرم، يونس بن حبيب الأصبهاني، وأحمد بن منصور الرمادي. تتلمذ بين يديه كثيرٌ من أهل العلم، منهم: ابن حبان البستي، وعبد الله بن عدي الجرجاني، وابن إسحاق النيسابوري، ومحمد بن إسحاق بن منده. وله العديد من المصنفات أبرزها: أصول السنّة واعتقاد الدين، والمعرفة، والرد على الجهمية، وبيان خطأ محمد بن إسماعيل البخاري في تاريخه، وعلل الحديث، والمراسيل، وآداب الشافعي ومناقبه، وفضائل الإمام أحمد، وله مصنّف في الجرح والتعديل، وزهد الثمانية من التابعين، وله تفسيرٌ للقرآن الكريم، كما يعدّ تفسير ابن أبي حاتم للقرآن الكريم من التفاسير النافعة، حيث امتاز بتفسير القرآن بالسّنة، وما ورد من آثار الصحابة والتابعين، مع حرصه على الرواية عنهم بالأسانيد، وقد بلغ تفسيره مبلغا عظيما، إذ صار مرجعا للمفسرين من بعده. توفي الإمام ابن أبي حاتم رحمه الله، سنة 327هـ وقد بلغ من العمر سبع وثمانون عاما. وقال أبو يعلى الخليلي: كان يعدّ من الأَبْدال وقد أثنى عليه جماعة بالزهد والورع التام والعلم والعمل.