هو العلامة عبد الله أبو محمد بن عبد الرحمن أبي زيد القيرواني، ولد بالقيروان بتونس سنة 310هـ، وهو من أعلام المذهب المالكي. وقد لقب بـ "مالك الأصغر". أخذ الشيخ الفقه على يد فقهاء القيروان، وعول على أبي بكر بن اللباد، وأخذ عن: محمد بن مسرور الحجام، والعسال، وحج فسمع من أبي سعيد بن الأعرابي، ومحمد بن الفتح، والحسن بن نصر السوسي، ودراس بن إسماعيل، ومن أبرز ممن تلقى عنه العلم: الفقيه عبد الرحيم بن العجوز السبتي، والفقيه عبد الله بن غالب السبتي، وعبد الله بن الوليد بن سعد الأنصاري، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الخولاني. كما يعد ابن أبي زيد القيرواني من كبار فقهاء المالكية، له مكانة علمية بشهادة العلماء، وكان إمام المالكية في وقته، وجامع مذهب مالك وشارح أقواله، كثير الحفظ والرواية، كما قال القاضي عياض عنه: "كان إمام المالكية في وقته، وقدوتهم، جامع مذهب مالك وشارح أقواله، وكان واسع العلم كثير الحفظ والرواية، وكتبه تشهد له بذلك، فصيح اللسان ذا بيان ومعرفة مما يقوله، لخص المذهب، وملأ تأليفه البلاد". وقال الإمام الذهبي في السير: "وكان رحمه الله على طريقة السلف في الأصول، لا يدري الكلام، ولا يتأول، فنسأل الله التوفيق". وقال ابن زيد القيرواني في مقدمة كتاب الرسالة: "من واجب أمور الديانات ومن ذلك الإيمان بالقلب والنطق باللسان أن الله إله واحد لا إله غيره ولا شبيه له ولا نظير له ولا ولد له ولا والد له ولا صاحبة له ولا شريك له، ليس لأوليته ابتداء ولا لآخريته انقضاء ولا يبلغ كنه صفته الواصفون ولا يحيط بأمره المتفكرون يعتبر المتفكرون بآياته ولا يتفكرون في ماهية ذاته: ﴿ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم﴾ العليم الخبير المدبر القدير السميع البصير العلي الكبير، وأنه فوق عرشه المجيد بذاته، وهو في كل مكان بعلمه. ومن أبرز مصنفاته كتاب النوادر والزيادات، في نحو المائة جزء، واختصر (المدونة)، وصنف كتاب العتبية، وكتاب الاقتداء بمذهب مالك، والرسالة المشهورة وقيل: إنه صنعها وله سبع عشرة سنة، وكتاب الثقة بالله والتوكل على الله، وكتاب المعرفة والتفسير. وغيرها من المصنفات الثمينة. وتوفي سنة 386هـ، وعمره 76 سنة.