مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني
ابن أبي زيد القيرواني
مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني
نبذة عن الكتاب

هذا الكتاب القيم هو مقدمة أبي زيد القيرواني لكتابه الرسالة المسماة أيضا بعقيدة السلف، وهو العلامة أبو محمد عبد الله ابن أبي زيد المالكي، ويقال له مالك الصغير، وكان أحد من برز في العلم والفضل، فكان يقول القاضي عياض فيه: "حاز رئاسة الدين والدنيا، ورحل إليه من الأقطار ونجب أصحابه، وكثر الآخذون عنه، وهو الذي لخص المذهب، وملأ البلاد من تواليفه، تفقه بفقهاء القيروان، وعول على أبي بكر بن اللباد". و"الرسالة" هي أول مؤلفات ابن أبي زيد، وأيضا أول مختصرات المالكية، وهي تضم أبواب الشريعة من التوحيد، والفقه، والآداب، وقد حوت نحو أربعة آلاف مسألة. وقد اعتمدها المالكية شرقا وغربا، وعكفوا عليها دراسة، وتدريسا، وتلقينا، وحفظا، وشرحا، ونظما؛ حتى بلغت شروحها نحو ثلاثين. ومقدمة هذه الرسالة على وجازتها فهي تشتمل على أصول الاعتقاد في الإسلام على طريقة سلف هذه الأمة وخيارها من الصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم، فتعتني ببيان حقيقة الإيمان وأركانه الستة، وتقرير توحيد الله تعالى في أسمائه وصفاته، كالاستواء، وإثباتها على حقيقتها، وتفويض كيفيتها، إثباتا من غير تفويض للحقيقة، ولا تشبيه، ولا تمثيل، ولا تعطيل. وقد أقدم الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد على تحقيقها والاعتناء بها لما وجدها منشورة باسم "العقيدة الإسلامية التي ينشأ عليها الصغار"، من تحقيق عبد الفتاح أبو غدة، وقد حرف فيها وأدخل من اللبس والخلط بين العقيدة السليمة وعقيدته فغشاها من عقيدة التفويض والتحريف الكثير؛ فقام الشيخ بكر أبو زيد بإعادة تحقيقها وبدأ في مطلعها بفصلين في توظيف التحريف لنص مقدمة الرسالة؛ وتوظيفه التحريف لمعانيها بصرفها عن طريقة السلف. أما المقدمة فتضم موضوعات عدة، وتبدأ بعقيدة ابن أبي زيد كما نظمها الشيخ أحمد بن مشرف الأحسائي؛ ثم باب ما تعتقده القلوب وتنطق به الألسن من واجب أمور الديانات؛ ثم فصل في الايمان بالقدر خيره وشره؛ ثم فصل في عذاب القبر وفتنته؛ ثم فصل في البعث بعد الموت والجزاء؛ ثم فصل في الإيمان بالحوض. وقد عمد الإمام إلى أن يكون المتن مختصرا وعلى مذهب الإمام مالك وعقيدة السلف الصالح، ثم نظمت في أبيات لتسهل على الحفظ للصغار ولهذا السبب أيضا جعلت مختصرة بدون إطناب أو تفصيل.