هو محمد بن عبد الواحد بن عبد الحميد بن مسعود السيواسي كمال الدين، المعروف بابن الهمام، إمام من علماء الحنفية، وكان إمامًا في الأصول والتفسير والفقه والفرائض والحساب والتصوف والنحو والصرف والمعاني والبيان والبديع والمنطق والجدل.أصله من سيواس، ولد بالإسكندرية، ونبغ في القاهرة، وأقام بحلب مدة، وجاور بالحرمين، حفظ عدة من المختصرات وعرضها على شيوخ عصره، ثم شرع في الطلب فقرأ على بعض أهل بلده بعد أن عاد إليها ثم رجع إلى القاهرة فقرأ على العز بن عبد السلام والبساطي والسمني والجلال الهندي والولي العراقي والعز بن جماعة رحمهم الله جميعا. وسافر إلى القدس وقرأ على علمائه وسمع من جماعة كالحافظ ابن حجر وغيره ثم كان شيخ الشيوخ بالخانقاه الشيخونية بمصر.وقال يحيى بن العطار: (لم يزل يضرب به المثل في الجمال المفرط مع الصيانة وفي حسن النعمة مع الديانة وفي الفصاحة واستقامة البحث مع الأدب). وقال السخاوي في حقه: (إنه عالم أهل الأرض ومحقق أولى العصر).ومن مؤلفاته: فتح القدير في شرح الهداية (ثماني مجلدات في فقه الحنفية)، التحرير في أصول الفقه، المسايرة في العقائد المنجية في الآخرة، زاد الفقير مختصر في فروع الحنفية.مات رحمه في يوم الجمعة سابع رمضان سنة 861هـ بالقاهرة وحضر جنازته السلطان فمن دونه. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.