محمد بن محمد الدمشقي ابن الجزري أبو محمد

والملقب بـ

هو العلامة الشيخ محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الجزري الدمشقي العمري الشيرازي الشافعي، وكنيته أبو الخير. عرِف بـ"ابن الجزري"، ونسب إلى جزيرة ابن عمر شمال سورية (حاليا في تركيا). ولد يوم الجمعة ليلة السبت 25 رمضان سنة 751هـ، داخل خط القصاعين بين السورين بدمشق الشام، كان أبوه تاجرا ومكث أربعين سنة لم يرزق ولدا، فحج وشرب من ماء زمزم، وسأل الله أن يرزقه ولدا عالما، فولد له ابنه محمد هذا بعد صلاة التراويح. نشأ في دمشق الشام، وفيها حفظ القرآن وأكمله وهو ابن ثلاثة عشر عاما، وصلى به وهو ابن أربعة عشر. كان صاحب ثراء ومال، وبياض وحمرة، فصيحا بليغا. اتجهت نفسه إلى علوم القراءات فتلقاها عن جهابذة عصره، من علماء الشام ومصر والحجاز إفرادا وجمعا من كتب كثيرة، كالشاطبية والتيسير والكافي والعنوان والإعلان والمستنير والتذكرة والتجريد وغيرها من أمهات الكتب وأصول المراجع. كما تلقى العلم في دمشق على يد الكثير من علماء زمنه، أبرزهم أبو محمد عبد الوهاب بن السلار، وأحمد بن إبراهيم الطحان، وأبو المعالي محمد بن أحمد اللبان، وأحمد بن رجب، وأبو يوسف أحمد بن الحسين الكفري الحنفي. أما من مصر فقد تلقى العلم على يد كثيرين: أبو بكر عبد الله بن الجندي، وأبو عبد الله محمد بن الصائغ، وأبو محمد عبد الرحمن بن البغدادي، وعبد الوهاب القروي، وغيرهم. كما جلس للإقراء تحت قبة النسر بالجامع الأموي للتعليم والإقراء سنين عديدة، وولي مشيخة الإقراء الكبرى بتربة أم الصالح بعد وفاة شيخه أبي محمد عبد الوهاب السلار، وولي قضاء دمشق عام 793هـ، وكذا ولي القضاء بشيراز، وبنى بكل منهما للقراء مدرسة ونشر علما جما، سماهما بدار القرآن. ولي مشيخة الإقراء بالعادلية، ثم مشيخة دار الحديث الأشرفية. وولي مشيخة الصلاحية ببيت المقدس وقتا. ومن أبرز تلامذته زين الدين الزبيدي، وابنه أبو بكر أحمد الذي شرح طيبة النشر، ومحمود بن الحسين بن سليمان الشيرازي، وأبو بكر بن مصبح الحموي، ونجيب الدين عبد الله بن قطب بن الحسن البيهقي، وأحمد بن محمود بن أحمد الحجازي الضرير، والمحب محمد بن أحمد بن الهايم، والخطيب مؤمن بن علي بن محمد الرومي، ويوسف بن أحمد بن يوسف الحبشي، وعلي بن إبراهيم بن أحمد الصالحي، وغيرهم. وكان غزير الإنتاج في ميدان التأليف، في أكثر من علم من العلوم الإسلامية، وإن كان علم القراءات هو العلم الذي اشتهر به، وغلب عليه. ويعكس تنوع موضوعات مؤلفاته تنوع عناصر ثقافته، إلى جانب كتب القراءات وعلوم القرآن، كتبا في الحديث ومصطلحه، والفقه وأصوله، والتأريخ والمناقب، وعلوم العربية، وغير ذلك، تجاوز عدد مصنفاته التسعين كتابا، منها: منجد المقرئين ومرشد الطالبين، والنشر في القراءات العشر، وإتحاف المهرة في تتمة العشرة، وأصول القراءات. الدرة المعنية في قراءات الأئمة الثلاثة المرضية، ورسالة في الوقف على الهمز لحمزة وهشام، والأربعون حديثا، والأولية في أحاديث الأولية، والبداية في علوم الرواية، وتذكرة العلماء في أصول الحديث، وهو مختصر جعله بداية لمنظومته المسماة بالهداية إلى معالم الرواية، والإجلاء والتعظيم في مقام إبراهيم، وأسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب، وتكملة ذيل التقييد لمعرفة رواة السنن والأسانيد، والجوهرة في النحو. وتوفي ضحوة يوم الجمعة 5 ربيع الأول سنة 833هـ بمنزله بسوق الإسكافيين بمدينة شيراز، ودفن بدار القرآن التي أنشأها، عن عمر يناهز 82 سنة.

كتب المصنف في الموقع