ابن القطان الفاسي

والملقب بـ

هو العلامة أبو الحسن علي بن القطان الفاسي، من حفاظ الحديث النبوي ومحققيه، قرطبي الأصل من أهل فاس، أقام زمنا بمراكش، رأس طلبة العلم بمراكش، وكان مقربًا من سلاطين دولة الموحدين. ولد بفاس فجر يوم عيد الأضحى من سنة 562هـ، وهو والد أبي محمد الحسن بن علي بن القطان. ثم انتقل إلى مراكش وأقام بها زمنا. وكان معظما عند سلاطين الموحدين؛ فحظي كثيرا عند أبو يوسف يعقوب بن يوسف المنصور منهم، فابنه الناصر، فالمستنصر بن الناصر، فأبي محمد عبد الواحد أخي المنصور، ثم أبي زكريا المعتصم بن الناصر. حتى كان رئيس الطلبة، مصروفة إليه الخطط النبيهة، مرجوعا إليه في الفتاوى. وكان ذاكرا للحديث مستبحرا في علومه، بصيرا بطرقه، عارفا برجاله، ناقدا مميزا صحيحه من سقيمه، ذا حظ من الأدب وقرض مقطعات الشعر. وكتب بخطه كثيرا. وكانت تنعى عليه مع ذلك أمور كثيرة، منها إفراط الكبر وشدة العجب؛ ومنها غلوه في آل عبد المؤمن وإفراط تشيعه فيهم؛ ومنها إزراؤه بالعلم وأهله. وقد امتحن في سنة 621هـ، في ولاية عبد الله العادل، إذ صرفه هذا عن الخطط والأشغال التي كان يتولاها. ولما قتل العادل تولى بعده أبو العلاء إدريس المأمون، وكان بالأندلس، فأبطأ في العودة إلى مراكش؛ فنكث بعض أهل الحل والعقد بيعتهم له وصرفوها لابن أخيه يحيى المعتصم، وكان منهم ابن القطان، حرصا منه على نيل الحظوة عند المعتصم. فعاد المأمون، وقتل الناكثين وانتهب أموالهم وشرد أهلهم، وحارب المعتصم وشيعته. ففر هو ومن معه إلى سجلماسة. فأدركت أبا الحسن ابن القطان منيته بها، مبطونا حسيرا على ما فقد من أهله وبيته وكتبه، وذلك في 1 ربيع الأول 628هـ. ومن أبرز مؤلفاته بيان الوهم والإيهام الواقعين في كتاب الأحكام، والنظر في أحكام النظر، وأحكام الجنان، ومسائل الإجماع، ونقع الغلل ونفع العلل. وله مقالات: في الأوزان والمكاييل، وفي الإمامة، وفي الوصية للوارث، وفي التسفير، وفي معاملة الكافر، وفي فضل عاشوراء وما ورد في الإنفاق فيه على الأهل، وفي تحريم التساب.

كتب المصنف في الموقع