هو عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان العكبري، وكنيته أبو عبد الله معروف بـابن بَطة، ومذهبه الفقهي الحنبلي. ولد ابن بطة في عكبرا في شهر شوال سنة 304هـ. كان إماما فاضلا من أئمة السنة، من فقهاء الحنابلة، وكان صالحا زاهدا مستجاب الدعوة، وكان إماما فاضلا عالما بالحديث وفقهه، وكان من فقهاء الحنابلة، صنف التصانيف الحسنة المفيدة، وقال الذهبي: (كان إماما في السنة، إماما في الفقه)، وقال: (كان أمارا بالمعروف ولم يبلغه خبر منكر إلا غَيَّرَهُ)، وقال عنه أيضا: (وكان صاحب حديث، ولكنه ضعيف من قبل حفظه). وكان له شيوخ كثيرون منهم: أبو القاسم عبد الله البغوي، وأبو ذر بن الباغندي، ومحمد بن مخلد، محمد بن أحمد بن ثابت العكبري، وجعفر القافلائي، وأبو القاسم الخرقي، وأبو بكر عبد العزيز، وغيرهم. ومن تلاميذه: أحمد العتيقي، وأبو نعيم الأصبهاني، ومحمد بن أبي الفوارس، وأبو علي بن شهاب العكبري، وأبو محمد الجوهري، وآخرون. سافر ابن بطة إلى مكة والثغور والشام والبصرة وغيرها من البلاد، وألف العديد من المؤلفات، منها: السنن، والإبانة الكبير، والإبانة الصغير، والتفرد والعزلة، والمناسك، وتحريم النميمة، وصلاة الجماعة، وإبطال الحيل، وغيرها كثير. ومن أقواله في مسائل العقيدة: (وذلك أن أصل الايمان بالله الذي يجب على الخلق اعتقاده في إثبات الايمان به ثلاثة أشياء: أحدها: أن يعتقد العبد آنيته ليكون بذلك مباينا لمذهب أهل التعطيل الذين لا يثبتون صانعا. والثاني: أن يعتقد وحدانيته ليكون مباينا بذلك مذاهب أهل الشرك الذين أقروا بالصانع وأشركوا معه في العبادة غيره. والثالث: أن يعتقده موصوفا بالصفات التي لا يجوز إلا أن يكون موصوفا بها من العلم والقدرة والحكمة وسائر ما وصف به نفسه في كتابه). وقال في الإبانة الكبرى: (وأجمع المسلمون من الصحابة والتابعين وجميع أهل العلم من المؤمنين أن الله تبارك وتعالى على عرشه فوق سماواته بائن من خلقه وعلمه محيط بجميع خلقه لا يأبى ذلك ولا ينكره إلا من انتحل مذاهب الحلولية). توفي ابن بطة في عكبرا في عاشوراء سنة 387هـ، رحمه الله.