ابن قتيبة

والملقب بـ

هو أبو محمد عبد الله بن عبد المجيد بن مسلم بن قتيبة الدينوري، أديب فقيه محدث مؤرخ مسلم، عباسي، ولد في بغداد، وسكن الكوفة، وأخذ العلم في بغداد على يد علمائها، فأخذ الحديث عن أئمته المشهودين وفي مقدمتهم إسحاق بن راهويه، وأخذ اللغة والنحو والقراءات على أبي حاتم السجستاني، وعن أبي الفضل الرياشي، وكان عالما باللغة العربية والشعر وكثير الرواية عن الأصمعي، كما تتلمذ على يد عبد الرحمن ابن أخي الأصمعي، وحرملة بن يحيى، وأبي الخطاب زياد بن يحيى الحساني، وغيرهم. اشتهر ابن قتيبة وعرف قدره واختير قاضيا لمدينة الدِينَوَر من بلاد فارس، وكان بها جماعة من العلماء والفقهاء والمحدثين، فتدارس معهم مسائل الفقه والحديث. عاد بعد مدة إلى بغداد، أهدى إلى أبي الحسن عبيد الله بن يحيى بن خاقان وزير الخليفة المتوكل كتابه أدب الكاتب، واستقر ابن قتيبة في بغداد، وأقام فيها حلقة للتدريس. ومن أشهر تلاميذه: ابنه القاضي أبو جعفر أحمد بن قتيبة، وأبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه.عرف ابن قتيبة بنهمه العلمي، فقد كانت نفسه تواقة للتعلق بالعلوم، وساعده على ذلك أن بغداد كانت تعج بالعلماء والأدباء والشعراء، وقد نهل ابن قتيبة العلوم من أفواه أئمتها في عصره حتى أضحى إماما في اللغة ناصرة للسنة قامعا للبدعة حتى قيل فيه "خطيب الفقهاء وفقيه الخطباء"، بل عده شيخ الإسلام ابن تيمية خطيب أهل السنة، واتجهت أنظار الناس إليه، وأخذوا عنه العلم والأدب، ورغبوا في مصنفاته لما امتازت من عمق وأصالة، وأسلوبه المشرق الرصين، ودفاعه المحمود عن العرب والإسلام، حتى قال ابن النديم: (وكتبه في الجبل مرغوب فيها). ولابن قتيبة كثير من المؤلفات فيما يلي بعضها: كتاب غريب القرآن، كتاب غريب الحديث، كتاب تاريخ الخلفاء (الإمامة والسياسة)، كتاب المعارف، كتاب مشكل القرآن، كتاب تأويل مختلف الحديث، كتاب أدب الكاتب، كتاب عيون الأخبار، كتاب طبقات الشعراء، كتاب إصلاح الغلط، كتاب الفرس، كتاب الهجو، كتاب المسائل، كتاب أعلام النبوة، كتاب الميسر، كتاب الإبل، كتاب الوحش، كتاب الرؤيا، كتاب الفقه، كتاب معاني الشعر، كتاب جامع النحو، كتاب الصيام، كتاب أدب القاضي، كتاب الرد على من يقول بخلق القرآن، كتاب إعراب القرآن، كتاب القراءات، كتاب الأنواء، كتاب التسوية بين العرب والعجم، كتاب الأشربة. ولابن قتيبة شيوخ كثر، منهم: حمد بن سعيد اللحياني، أبو إسحاق إبراهيم بن سفيان الزيادي، أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن راهويه، أبو الفضل العباس بن الفرج الرياشي، أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، أبو عبد الله محمد بن سلام الجمحي، والده مسلم بن قتيبة وقد أخذ عنه العلم والأدب وتعلم منه الفارسية، يحيى بن أكثم القاضي وأخذ عنه العلم بمكة المكرمة.أما تلاميذه، فمنهم: أبو بكر أحمد بن الحسين بن إبراهيم الدينوري، ابنه أحمد بن عبد الله بن مسلم وكان يحفظ كتب أبيه حفظا كاملا فقد قرأها جميعها على أبيه ثم قام بتدريسها لتلاميذه ثم أخذها عنه ابنه عبد الواحد بن أحمد، وهكذا توارث آل قتيبة العلم والأدب، أحمد بن مروان المالكي، ومنهم أيضا إبراهيم بن أحمد الشيباني البغدادي، أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن أيوب بن بشیر الصائغ، أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه الفسوي، عبيد الله بن أحمد بن عبد الله بن بكير التميمي، عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عيسى السكري، قاسم بن أصبغ الرحالة الأندلسي، الهيثم بن كليب الشاشي، أبو عبد الله بن أبي الأسود، أبو محمد بن خلف المرزبان. ومن أقوال العلماء فيه:قال أبو القاسم الأزهري: (ما رأيت أحدا يدفعه عن الصدق فيما يرويه)، وقال الخطيب البغدادي: (كان ثقة دينا فاضلا)، وقال ابن كثير: (أحد العلماء والأدباء والحفاظ والأذكياء، كان ثقة نبيلا). توفي ابن قتيبة في رجب سنة 276هـ، رحمه الله.

كتب المصنف في الموقع