هو الدكتور إبراهيم السلقيني، ولد في حلب في حي باب المقام سنة 1934، ونشأ في رعاية والديه وجده، وقد تلقى عن جده العلم وحفظ عليه القرآن الكريم وعددا من الأحاديث النبوية ومجموعة من المتون غيرها، ثم تلقى التعليم الثانوي في الثانوية الشرعية بمدينة حلب، وكان اسمها آنذاك الكلية الشرعية. وتلقى العلوم عن كبار علماء حلب كراغب الطباخ، وأحمد الشماع، وأيضا عن والده محمد السلقيني، ونجيب خباطة، وأبو الخير زين العابدين، وعبد الوهاب السكر، وعبد الله حماد، ومحمد جبريني، وناجي أبو صالح وغيرهم. وبعد أن حصل على شهادة الثانوية الشرعية بتفوق، التحق بالمعهد العربي الإسلامي، وبعدها حصل أيضا على الثانوية العامة للفرع الأدبي، وتقدم بعد حصوله على الثانويتين للقبول في كلية الطب بجامعة إسطنبول، وكانت الثانوية للفرع الأدبي مقبولة في جامعة إسطنبول، وكذلك تقدم بالثانوية الشرعية للقبول في كلية الشريعة والقانونية بجامعة الأزهر في القاهرة، ولكنه بعد فترة غير الطريق وعاد إلى حلب، والتحق بكلية التربية بجامعة دمشق وحصل منها على دبلوم التأهيل تربوي، وتقدم بعد تخرجه لمسابقة تعيين مدرسين لمادة التربية الإسلامية وكان ترتيبه الأول، فعُين في حلب، كما أنه درس في دار المعلمين، ثم عاد وتابع دراسته العليا بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، فحصل على الماجستير بمرتبة جيد جدا منها ثم نال درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى من الجامعة ذاتها وكانت الرسالة بعنوان "تحقيق المراد بأن النهي يقتضي الفساد - دراسة وتحقيق" وقام المجمع العلمي العربي بدمشق بطبعها عام 1973. وقد شغل الدكتور العديد من المناصب منها: عضوا في الهيئة التدريسية بجامعة دمشق، وتدرج فيها رئيسا لقسم الفقه، ثم وكيلا للكلية للشؤون العلمية، ثم عميدا للكلية. وفي عام 1984 دعي أستاذا زائرا لكلية الشريعة في جامعة أم القرى بمكة المكرمة، وفي عام 1988 دعي أستاذا زائرا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي، واستقر عميدا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي حتى عام 2001، ثم تفرغ للدراسات العليا في الجامعة ذاتها، وفي عام 2005 عاد لحلب للتفرغ لمتابعة نشاطه في البحث العلمي والكتابة والتدريس التطوعي، ثم عين مفتي حلب من عام 2005 وحتى وفاته. وله العديد من المؤلفات منها: "الفقه الإسلامي أحكام الطهارة والصلاة" المقرر في كلية الشريعة بجامعة دمشق، و"الفقه الإسلامي أحكام الصوم والزكاة والحج" المقرر في كلية الشريعة بجامعة دمشق، و"التشريع الإسلامي لكلية البريد العربية التابعة لجامعة الدول العربية "، و"أصول الفقه الإسلامي" لطلاب السنة الرابعة من كلية الحقوق في جامعة دمشق وجامعة حلب، وقد شارك في عدد من الندوات والمؤتمرات والمجامع الفقهية، وكتب عددا كبيرا من المقالات في مختلف المجلات والصحف العربية، وتوفي الدكتور عام 2011، عليه رحمة الله.