قتال الفتنة بين المسلمين
إبراهيم سلقيني
قتال الفتنة بين المسلمين
نبذة عن الكتاب

أصل هذا الكتاب بحث لنيل درجة الدكتوراه في الفقه الإسلامي وأصوله في جامعة دمشق، للباحث الدكتور إبراهيم سلقيني. وقد عالج المؤلف في هذا البحث ثلاث مشكلات على التوالي: الأولى ضبط مصطلح الفتنة، الثانية التفريق بين قتال الفتنة وغيره من أنواع القتال، الثالثة بيان الأحكام التفصيلية لقتال الفتنة، حيث إن القتال ينتج عنه إزهاق أرواح، وتلف أموال، وأحيانا ينتج عنـه تعد على الأعراض، وهذه مفاسد واقعة على بعض الضرورات الخمس. كما أن هناك التباس قتال الفتنة على كثير من الناس، وعدم تمييزهم بين القتال المشروع وغير المشروع، والجهل بحكم الاشتراك فيه. وهكذا اقتضت ضرورة البحث تقسيمه إلى تمهيد وبابين وخاتمة. اشتمل التمهيد على تعريف الفتنة وضوابط قتالها وبعض أنواع الفتنة. أما الباب الأول فهو في ماهية الفتنة الفقهية، وقد تحدث فيه عن التعريف الفقهي للفتنة والمصطلحات المتعلقة بها، وضوابط قتال الفتنـة وموازنته بأنواع القتال الأخرى. أما الباب الثاني فهو في أحكام قتال الفتنة، ويتناول فيه أحكام الإصلاح بين الجماعتين المتقاتلتين، وأحكام قتال الباغي ونصرة المحق فـي قتال الفتنـة، وأحكام الأموال والقتلى، وأحكام تعامل الناس في الفتنة. أما الخاتمة فهي تتضمن أهم نتائج البحث، والتوصيات، والمقترحات.وقد أوضح المؤلف أنه لا توجد كتب أو بحوث أو مقالات تناولت الموضوع بدراسة فقهية مستقلة ومستفيضة. بل بالغ بعض المعاصرين عندما تهربوا من مصطلح "الفتنة". وموضوع البحث الأساس، وهو تعريف الفتنة وضوابط قتالها وبعض أنواع الفتنة، بدون في كتب الفقهاء إلا النزر اليسير مفرقا في كتب المتقدمين من أرباب المذاهب، ولم يعلق عليه المتأخرون. أما أحكام الفتنة، كحكم العزلة، وبيع السلاح في الفتنة، وضمان الأموال والدماء في الفتنة، فقد كانت مفرقة في كتب الفقه. وقد اجتهد الباحث في جمع الأحاديث الكثيرة المتعلقة بموضوع البحث وتمييزها عن الأحاديث المتعلقة بالفتنة العامة، ثم بيان الصحيح من الضعيف فيها، ثم مقارنتها ـ مع كثرتها ـ لتمييز المطلق والمقيد والعام والخاص منها، ثم الجمع بين ما ظاهره التعارض، ثم تقسيمها في البحث تبعا لموضوعها، ثم النظر في استنباطات العلماء منها، ثم الاستنباط منها بعد ذلك.وقد بين الباحث أن جنوح البعض لمعالجة الأمر من الناحية التاريخية - وفيهم من استشارهم في موضوع بحثه - متشبثا بالفتنة بين علي ومعاوية رضي الله عنهما ومتأثرا في ذات الوقت بالرأي الذي يجعل ما حدث بينهما بغيا، كل ذلك قد دفعه للبعد عن السياق التاريخي قدر المستطاع حتى لا يجنح بحثه عن الدراسة الفقهية ويقع في دوامة فتنة التعصب لأحد الطرفين.والكتاب يعد بحثا علميا رصينا يتناول موضوعا بالغ الأهمية في واقعنا المعاصر - وعلى مدار التاريخ الإسلامي - وقد وفاه حقه من الدليل والتعليل.