هو الدكتور إسرائيل شاحاك ذو الجنسية المزدوجة "إسرائيلي بولندي". ولد سنة 1933م في وارسو ببولندا وهو من الناجين من الهولوكوست، وهو مقيم بإسرائيل ودرس في ثانوية هرزليا العبرية في تل أبيب، ثم أكمل خدمته في الجيش من عام 1951 إلى 1953م، بعدها درس الكيمياء العضوية في جامعة القدس حتى حصل على الدكتوراه في عام 1963م، ثم رحل إلى كاليفورنيا في الولايات المتحدة وقام بدراسات إضافية في مجال تخصصه في جامعة ستانفورد، وبعد عودته كلف بالتدريس في جامعة القدس عام 1973م كأستاذ كرسي، وانتخب قبل ذلك رئيسا للجنة حقوق الإنسان والمواطن التي تأسست في الكيان الصهيوني عام 1935م. عرف عنه نقده الصريح للحكومة الإسرائيلية وللمجتمع الإسرائيلي على وجه العموم، كما أن كتاباته حول اليهودية أثارت الكثير من الجدل، وقد وصفه البعض بمعاداة السامية على إثرها، وصف شاحاك بالمثابرة والتصميم على ترجمة مقتطفات من الصحف الإسرائيلية العبرية إلى الإنجليزية وتعميم هذه الترجمات في الولايات المتحدة وأوروبا، قناعة منه بضرورة إطلاع الرأي العام الغربي والنخب الثقافية والسياسية على طبيعة الصهيونية فكرا وممارسة، وفي بدايات هذه المرحلة استعان بروفسور شاحاك ببعض طلابه العرب في الحركة الوطنية في الجامعة العبرية بترجمة بعض المختارات من المصار الصهيونية إلى العربية. عمل شاحاك باستمرار وبصلابة، وبدون دعم مادي من أي طرف ما عدا تبرعات صغيرة شخصية في تنفيذ مشروعه بتعرية حقيقة الصهيونية والفكر الاستعماري والديني الذي يدفعها. خصص شاحاك معظم كتاباته حول فضح عنصرية إسرائيل المؤسسة على العقلية المتمركزة حول ذاتها، حيث يكره الناس كلهم اليهود لذلك يعزل اليهود أنفسهم من غير اليهود وأن أرض إسرائيل تخص اليهود وحدهم، بل إن شاحاك يعتبر الصهيونية فكرة شريرة بسبب موقفها المؤدي إلى حالة حصرية لم تعرفها الحركات القومية. وهو بسبب ثورته على الأصولية اليهودية في أحد كتبه معارض حتى لاتفاقات أوسلو بسبب بقاء الاحتلال الإسرائيلي عبر المستوطنات اليهودية. وهو يؤمن بقيام دولة ديمقراطية غير دينية في فلسطين تضم العرب واليهود حيث يعيش الجميع في سلام وأمن واستقرار. يعتبر شاحاك نفسه مع توسع التيار العلماني في إسرائيل ضد سيطرة الأصولية اليهودية. ومن أهم مؤلفاته: "الديانة اليهودية وتاريخ اليهود وطأة 3000 عام"، و"الديانة اليهودية وموقفها من غير اليهود". توفي شاحاك سنة 2001م في القدس.