يتناول كتاب الناشط الإسرائيلي المعروف في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، في إسرائيل والمناطق العربية المحتلة، كتاب اليهود الذي يحوي تشريعاتهم في الدين والدنيا (التلمود) بالتحليل، وتأثير التعاليم والتقاليد اليهودية على دولة إسرائيل، التي يريد اليمين الإسرائيلي تحويلها إلى دولة دينية لليهود حصراً. والكتاب كما بين المؤلف هو استمرار لنشاطه السياسي كيهودي إسرائيلي، الذي بدأه عام 1965 إثر شهوده مثالا صارخا على تعصب اليهود. ويبدأ الكاتب الفصل الأول بالحديث عن اليوتوبيا المغلقة، حيث يقوم بتعريف الدولة اليهودية ويبين عقيدة الأرض المستردة، وما نجم عنها من التوسع الإسرائيلي المستمر. ويعرض الفصل الثاني لصفات التحامل والمراوغة التي يتسم بها المجتع الصهيوني، ثم في الفصل الثالث يعرض الكاتب للأرثوذكسية اليهودية وحقيقة الإيمان بالإله الواحد، ليتناول القوانين التلمودية ضد الأغيار. وتمضي الفصول التالية في استعراض وطأة التاريخ عند الشعب الإسرائيلي، والقوانين ضد غير اليهود، ثم النتائج السياسية المترتبة على ما سبق حيث خصص الفصل الأخير لاستعراض التبعات السياسية لمواقف الأرثوذكسية اليهودية من الأغيار.. وهو يقدم نقداً ممتعاً للنزعة الاستبدادية في الديانة اليهودية، ويبيّن كيف تحاول هذه الديانة عقلنة ما هو عقلاني. وتُظهر التناقضات في النصوص الدينية. ويعرض شاحاك للقوانين التلمودية التي تحكم العلاقات بين اليهود والأغيار، والتي لا يمكن أن نفهم الصهيونية والسياسية الإسرائيلية وتأييد يهود الشتات لإسرائيل، من دون أن نأخذ بعين الاعتبار التأثير العميق لهذه القوانين التي تبلور نظرة خاصة إلى العالم. ويقدم شاحاك تعريفاً للدولة اليهودية ولإيديولوجية "الأرض المستردة" ويبيّن كيف يكون التوسّع الإسرائيلي بحوافزه الإيديولوجية اليهودية، أكبر من خطر السياسات القائمة على اعتبارات استراتيجية خالصة يخصص شاحاك حيزاً لمسائل مثيرة للاهتمام، مثل مصطلح "اليهودي" الذي يكشف ازدواجيته، واللاسامية الحديثة والردّ الصهيوني عليها، ليتناول، من ثم، موضوع التلمود والأغيار، والنصوص المعادية لهم فيه. ويتسم الكتاب بالأسلوب السردي الممتع، والتحليل العميق للبنية الفكرية لليهود.