هو فضيلة الدكتور الشيخ محمود بن سيبويه بن أحمد بن علي بن أيوب بن فودة الخبير البدوي، ويكنى بأبي أحمد. ولد بقرية إبنهس وهي من القرى الكبيرة والشهيرة بالعلم وهي متابعة لمركز قويسنا بمحافظة المنوفية إحدى محافظات جمهورية مصر العربية. ولد في يوم الجمعة 1349هـ. حفظ القرآن كله في التاسعة من عمره، حيث كان منذ صغره نبيها مجتهدا فقد حصل على المركز الأول في مسابقة القرآن الكريم على مستوى مركز قويسنا. ثم تلقى القراءات السبع من طريق الشاطبية وأجيز بها عام 1364هـ، وكان عمره آنذاك ثلاثة عشر عاما. ثم قرأ القراءات العشرة من طريق الشاطبية والدرة ختمة كاملة وأجيز بها بالسند المتصل برسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم التحق بالجامع الأزهر في القاهرة، فحصل على إجازة التجويد برواية حفص عن عاصم وذلك من شعبة التجويد في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر سنة 1369هـ، ثم حصل على الشهادة العالمية للقراءات من قسم القراءات بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر سنة 1372هـ. ثم حصل على شهادة التخصص في القراءات من قسم القراءات بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر سنة 1376هـ، حيث تلقى خلال هذه الفترة القراءات العشر الصغرى والكبرى والقراءات الشاذة على أساتذته بأسانيدهم المتصلة برسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرها من العلوم الإِسلامية. ثم حصل على الإجازة العالية في الدراسات الإِسلامية والعربية من كلية الشريعة بجامعة الأزهر سنة 1388هـ. ثم حصل على الماجستير في السياسة الشرعية من كلية الشريعة بجامعة الأزهر سنة 1394 هـ. ثم حصل الدكتوراه في السياسة الشرعية من كلية الشريعة بجامعة الأزهر سنة 1405هـ. كما عين مدرسا بالمعاهد الأزهرية في سنة 1959م، فعمل بالمعهد الأزهري بمدينة الفيوم، ثم عمل بالمعهد الأزهري بمدينة شبين الكوم، ثم انتقل للعمل بمعهد قويسنا الأزهري وكان قد رقي إلى مدرس أول للعلوم العربية والشرعية بالمعاهد الأزهرية. ثم أعير من الأزهر للتدريس بالمعهد الإِسلامي ببغداد التابع لرئاسة ديوان الأوقاف بالعراق، وعمل محاضرا بكلية الإِمام الأعظم أبى حنيفة النعمان ببغداد بالعراق وذلك في الفترة من سنة 1969م، وحتى سنة 1974م، وفي سنة 1395هـ، حيث تم إنشاء كلية القرآن الكريم بالجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة وكان يرأسها فضيلة العلامة المقرئ الشيخ عبد الفتاح قاضي؛ عين الشيخ أمينا لقسم القراءات إلى أن اختير رئيسا لقسم القراءات بالكلية اعتبارا من 1406هـ. ودرس الشيخ إضافة إلى الكلية، بالمعهد العالي للدعوة الإِسلامية بالمدينة المنورة التابع لجامعة الإِمام محمد بن سعود الإِسلامية عام 1401هـ. كما اختير عضوا في اللجنة العلمية لمراجعة مصحف المدينة المنورة برواية حفص عن عاصم. واختير عضوا في اللجنة نفسها لمراجع مصحف المدينة المنورة برواية ورش عن نافع المدني، وعضوا في اللجنة العلمية للاستماع لمصاحف المدينة المنورة المرتلة والمسجلة بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف. كما شارك الشيخ في محاضر إعداد اللجنة العلمية لمراجعة مصحف المدينة المنورة برواية قالون عن نافع المدني، ورواية الدوري عن أبى عمرو البصري، وأيضا اختير عضوا للهيئة الاستشارية العليا بمجمع خادم الحرمين الشريفين. وعضوا للهيئة العليا بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف برئاسة معالي وزير الشؤون الإِسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي. كما أشرف الشيخ على مشروع كلية القرآن الكريم بالتسجيل الصوتي بالقراءات السبع من الشاطبية والذي يذاع يوميا بإذاعة القرآن الكريم بالمملكة العربية السعودية تحت عنوان (دروس من القرآن الكريم). ومن أبرز شيوخه الشيخ محمد إبراهيم ماضي، والشيخ عبد الفتاح بن عبد الغنى القاضي، والشيخ إبراهيم بن علي شحاته السمنودي، وفضيلة الشيخ أحمد على مرعي، وغيرهم الكثير ممن درسوه في معهد القراءات بالأزهر الشريف وغيره. ومن أبرز تلاميذه، عبد العزيز الحربي، والشيخ سعيد محمد عبد الواحد، والشيخ أحمد بن علي السديس، وغيرهم الكثير ممن قرأوا عليه وأجيزوا على يده. ومن أبرز مؤلفاته الجزية في الشريعة الإسلامية، والأمر عند الأصوليين، ومحاضرات في علوم القرآن، وحول بعض القراءات القرآنية، والمصاحف العثمانية، والوجيز في علم التجويد. وبعد حياة حافلة كريمة عامرة بخدمة القرآن الكريم وأهله، وفي مساء يوم الأحد 1415هـ، توفي الشيخ رحمه الله وصلي عليه في المسجد النبوي الشريف عقب صلاة الفجر، يوم الاثنين ودفن بالبقيع بالمدينة المنورة.