مكي بن طالب القيسي

والملقب بـ

هو العلامة أبو محمد مكي بن أبي طالب حموش بن محمد بن مختار القيسي. إمام علامة محقق عارف أستاذ القراء والمجودين. ولد في مدينة القيروان سنة 355هـ، وماتت والدته من نفاسه ليلة الشك من رمضان، وهو يوم الأسبوع من ولادته. سافر ابن أبي طالب إلى مصر وهو ابن ثلاث عشرة سنة، فقرأ فيها ثم رجع إلى القيروان، واستظهر القرآن بعد خروجه من قراءة الحساب وغيره من الأدب، وقرأ على أبي الطيب، ثم رجع إلى مصر مرة أخرى بعد إكماله القراءات بالقيروان، ثم عاد إلى مصر ثالثة في سنة 382هـ، ثم رجع إلى القيروان في سنة 383هـ، وأقام بها يقرئ إلى أول سنة 387هـ، ثم خرج إلى مكة فأقام يقرئ إلى سنة 390هـ، وحج أربع حجج متوالية نوافل، ثم قدم من مكة في سنة إحدى وتسعين إلى مصر، ثم قدم من مصر إلى القيروان في سنة اثنتين وتسعين، ثم قدم إلى الأندلس في رجب من سنة ثلاث وتسعين، ثم جلس للإقراء بجامع الزاهرة، ثم انتقل منه إلى جامع قرطبة، فانتفع على يديه جماعات من الناس، وعظم اسمه في البلد. قال ابن بشكوال: "قلده أبو الحزم جهور خطابة قرطبة بعد وفاة يونس بن عبد الله القاضي وكان قبل ذلك ينوب عنه وله ثمانون تأليفا وكان خيرا متدينا مشهورا بالصلاح وإجابة الدعوة. دعا على رجل كان يسخر به وقت الخطبة فأقعد ذلك الرجل". كما سمع الشيخ من الكثير من كبار شيوخ زمانه. فسمع بمكة من أحمد بن فراس وأبي القاسم عبد الله السقطي، وبالقيروان من أبي محمد بن أبي زيد وأبي الحسن القادمي، وقرأ القراءات بمصر على أبي الطيب عبد المنعم بن غلبون وابنه طاهر وقراءة ورش على أبي عدي عبد العزيز، وسمع من أبي بكر محمد بن علي الأدفوي، وقرأ عليه جماعة منهم: موسى بن سليمان اللخمي وأبو بكر محمد بن المفرج ومحمد بن أحمد بن مطرف الكناني، وغيرهم. ومن أبرز مؤلفاته رحمه الله: كتاب مشكل إعراب القرآن، والإبانة عن معاني القراءات، والهداية إلى بلوغ النهاية. كما قال الحافظ ابن الجزري: "ومن تأليفه التبصرة والكشف عليها وتفسيره الجليل ومشكل إعراب القرآن والرعاية في التجويد والموجز في القراءات وتواليفه تنيف عن ثمانين تأليفا". توفي مكي في شهر المحرم من سنة 437هـ، ودفن بمقبرة الربض، وكان عمره ثمانون سنة، وشهد جنازته جميع الناس بقرطبة.

كتب المصنف في الموقع