مالك بن نبي

والملقب بـ

هو مالك بن نبي، من أعلام الفكر الإسلامي في القرن العشرين، ويُمكن اعتباره امتدَادًا لابن خلدون، ويعد من أكثر المفكرين المعاصرين الذين نبّهوا إلى ضرورة العناية بمشكلات الحضارة، ولد مالك بن الحاج عمر بن الخضر بن مصطفى بن نبي في 5 ذو القعدة 1323،سنة 1905 م بمدينة قسنطينة شرق الجزائر، نشأ في أسرة إسلامية محافظة فكان والده موظفًا بالقضاء الإسلامي حيث حوّل إلى ولاية تبسة حين بدأ مالك بن نبي يتابع دراسته القرآنية، والابتدائية بالمدرسة الفرنسية وتخرج سنة 1925م ، انغمس مالك بن نبي في الدراسة وفي الحياة الفكرية، واختار الإقامة في فرنسا وتزوج من فرنسية ثم شرع يؤلف الكتب في قضايا العالم الإسلامي، فأصدر كتابه الظاهرة القرآنية في سنة 1946 ثم شروط النهضة في 1948 باللغة الفرنسية و قد ترجم الكتاب إلى العربية عام 1960م، وقد أضاف املك بن نبي فصلين إلى النسخة العربية. انتقل إلى القاهرة هاربا من فرنسا بعد إعلان الثورة الجزائرية سنة 1954م ولم يعد إليها إلا في 1971. حظي في مصر باحترام كبير، فكتب فكرة الإفريقية الآسيوية 1956، وعُيِّن مستشارا منظمة التعاون الإسلامي منصب سمح له بمواصلة الكتابة الفكرية، وطوّر مالك بن نبي معرفته باللغة العربية حيث راجع كل كتبه المترجمة للغة العربية وشرع بالكتابة بالعربية وإلقاء المحاضرات بالعربية وزار سوريا ولبنان لإلقاء محاضرات هناك، عاد مالك بن نبي في 1963 للجزائر بعد استقلالها، فعُيِّن سنة 1964 مديرا عاما للتعليم العالي، فقام بالمتابعة مع إلقاء المحاضرات والتأليف، فصدر له آفاق جزائرية، استقال من منصبه سنة 1967، ليتفرغ كلياً للعمل الفكري الإسلامي والتوجيهي، فساهم بمقالات متتابعة في الصحافة الجزائرية خصوصا، وقد جمعت هذه المقالات كلها في كتاب بعد وفاته، أوصى مالك بعض المقربين إليه من الطلبة ، بتنظيم ملتقيات لتوعية الأجيال الصاعدة كما حث على فتح مسجد بالجامعة المركزية، وفي خضم الصراعات الفكرية والمذهبية، طُبعت العديد من الكتب عن حياته وفكره، خاصة من قبل المهتمين بالنهضة والإصلاح، من أهمها: (في صحبة مالك بن نبي) و (مقاربات حول فكر مالك بن نبي) اللذان كتبهما عمر كامل مسقاوي، تلميذه الذي ترجم بعض أعماله إلى العربية، والوصي على نشر كتبه ، كانت جهود مالك بن نبي في بناء الفكر الإسلامي الحديث وفي دراسة المشكلات الحضارية عموما متميزة، سواء من حيث المواضيع التي تناولها أو من حيث المناهج التي اعتمدها في ذلك، وكان بن نبي أول باحث يُحاول أن يُحدّد أبعاد المشكلة، ويحدد العناصر الأساسية في الإصلاح، ويبعد في البحث عن العوارض، وكان كذلك أول من أودع منهجًا مُحدّدا في بحث مشكلة المسلمين على أساس من علم النفس والاجتماع وسنة التاريخ، توفي في أكتوبر 1973 بالجزائر.

كتب المصنف في الموقع