محمد السفاريني

والملقب بـ

هو شمس الدين أبو العون محمد بن أحمد بن سالم بن سليمان علامة وفقيه مسلم، ومحدّث حافظ مسنِد، وفقيه أصولي، وصوفي ومؤرخ، وهو أحد أعلام الحنابلة.كان السفاريني ـ رحمه الله ـ عظيم المنزلة عند شيوخه وذلك لتميزه بين زملائه الطلاب ونباهته وسرعة بديهته. وكان السفاريني عابدًا صالحًا مقيمًا لليل في المسجد ومن الذاكرين الله كثيرًا وكان رحمه الله يدعى للملمات والخطوب والأزمات سخي النفس كريم اليد جواد.ولد الإمام العلامة محمد بن أحمد بن سالم بن سليمان السفاريني في قرية سفارين من قرى طولكرم عام 1114هـ/ 1701م، ونشأ بها، ودرس القرآن، وتعد عائلته إحدى عائلات طولكرم.حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة في فلسطين عام 1131هـ، واشتغل بالعلم قليلاً، وقد أرسله والده إلى دمشق ليتعلم العلوم هناك في فلسطين عام 1133هـ حيث مكث هناك خمس سنوات، وذلك بعد أن شيعه بدعوات الصالحين من أهل الله تعالى وقد كان الرجل معتقدًا في تلك الجهات. وفي دمشق قرأ على: الشيخ عبد القادر التغلبي "دليل الطالب" للشيخ مرعي الكرمي من أوله إلى آخره قراءة تحقيق، و"الإقناع" للشيخ موسى الحجاوي، وحضره في الجامع الصغير السيوطي بين العشاءين وغيره، مما كان يقرأ عليه في سائر أنواع العلوم، وذاكره في عدة مباحث من شرحه على "الدليل"، فمنها ما رجع عنها ومنها ما لم يرجع لوجود الأصول التي نقلها منها، وكان يكرمه ويقدمه على غيره وأجازه بما في ضمن ثبته الذي خرجه له الشيخ محمد بن عبد الرحمن الغزي في سنة خمس وثلاثين. وعلى الشيخ عبد الغني النابلسي الأربعين النووية وثلاثيات البخاري، والإمام أحمد، وحضر دروسا في تفسير "القاضي" وتفسيره الذي صنفه في علم التصوف، وأجازه عموما بسائر ما يجوز له وبمصنفاته كلها، وكتب له إجازة مطولة وذكر فيها مصنفاته. وعلى الشيخ عبد الرحمن المجلد "ثلاثيات البخاري".تلامذته كثيرون منهم العلامة اللغوي الزبيدي صاحب تاج العروس، والعلامة شاكر العطار، والكتاني، ومحمد كمال الدين الغزى.ألف العلامة الشيخ السفاريني العديد من المؤلفات والشروح وذكر أنها نحو ثلاثين مؤلفا منها: غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب وهو شرح لمنظومة ابن عبد القوي المرداوي وهو الشرح المعتمد في المذهب، شرح ثلاثيات أحمد في مجلد ضخم، شرح نونية الصرصري وسماها "معارج الأنوار السنية في سيرة النبي المختار" في مجلدين، تحبير الوفا في سيرة المصطفى، البحور الزاخرة في علوم الآخرة، كشف اللثام في شرح عمدة الأحكام، نتائج الأفكار في شرح حديث سيد الاستغفار، الدرة المضية في عقد أهل الفرقة المرضية، وشرحها المسمى لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية لشرح الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية، وهي من أشهر المؤلفات في العقيدة. توفي رحمه الله يوم الاثنين 8 شوال 1188هـ.

كتب المصنف في الموقع