محمد فؤاد عبد الباقي

والملقب بـ

هو فضيلة الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي، ولد في إحدى قرى القليوبية في مارس 1882م، ونشأ في القاهرة. وهو باحث ومؤلف متخصص في الحديث النبوي فألف في تحقيق كتبه وتخريجها وفهرستها ووضع فهارس مفردات القرآن الكريم وترجمت باللغتين الفرنسية والإنجليزية لكتب المستشرقين في معاجم الحديث والقرآن. سافر وهو في الخامسة من عمره مع أسرته إلى السودان حيث كان والده يعمل وكيلا للإدارة المالية بوزارة الحربية، وظل هناك نحو عام ونصف التحق في خلالها بمدرسة أسوان الابتدائية، ثم عادت الأسرة إلى القاهرة واستقرت تماما هناك. ثم التحق محمد فؤاد عبد الباقي بمدرسة عباس الابتدائية، وظل بها حتى بلغ امتحان الشهادة الابتدائية في سنة 1894م، لكنه لم يوفق في الحصول عليها بعد أن رسب القسم الفرنسي كله بالمدرسة، فتركها إلى مدرسة الأمريكان، ودرس بها عامين، ثم تركها أيضا. وفي سنة 1899م، عمل بمركز تلا التابع لمحافظة المنوفية مدرسا للغة العربية في مدرسة جمعية المساعي المشكورة، وبعد فترة عمل ناظرا لإحدى المدارس في قرى الوجه البحري، وظل في هذه الوظيفة سنتين ونصفا. لما أعلن البنك الزراعي عن وظيفة مترجم تقدم لها، وعين بالبنك في 30 ديسمبر 1905م، ويبدو أنه وجد ميلا وارتياحا إلى وظيفته الجديدة، فعمل بها طويلا حتى 3 أكتوبر 1933م. وقد هيأ له استقراره في هذه الوظيفة أن ينصرف إلى القراءة، ومطالعة أمهات كتب الأدب في العربية والفرنسية، وأن يرتبط بصداقات مع أعلام عصره. وكان ممن ارتبط بهم محمد فؤاد عبد الباقي بصداقة وتلمذة العالم المحدث محمد رشيد رضا، تلميذ الإمام محمد عبده، وراعي حركة الإصلاح من بعده، وصاحب مجلة المنار التي أسدت إلى الفكر الإسلامي خدمات جليلة، وكانت مشعل نور للمسلمين الباحثين عن الهداية والطريق القويم. لازم محمد فؤاد عبد الباقي صاحب المنار منذ أن التقى به سنة 1922م، ولم يفارقه حتى وفاته، ونهل من علمه، وفتح له آفاقا واسعة في علوم السنة، ووجهه كثيرا حتى وثق به الشيخ فكان يستعين به فيما يعرض عليه من مسائل وقضايا المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي. وشاء الله أن يقع في يدي الشيخ رشيد رضا النسخة الإنجليزية من كتاب "مفتاح كنوز السنة" لفنسك أستاذ اللغات الشرقية بجامعة لندن، وهو فهرست معين الباحث في الوصول إلى مكان الحديث في مصادره المشهورة، فأعجب به، ورغب في ترجمته، وعهد بهذه المهمة إلى صديقه محمد فؤاد عبد الباقي واستغرق ترجمة هذا العمل خمس سنوات من العمل الجاد حتى أتمه سنة 1933م على خير وجه، وكم كانت سعادة العلامتين الشيخ رشيد رضا وأحمد شاكر بإنجاز هذا العمل، وإدراك أهميته، وكان المشتغلون بالحديث يعانون معاناة شديدة في تخريج الحديث، وربما قلب أحدهم صفحات كتاب من كتب السنة حتى يعثر على الحديث. انطلق محمد فؤاد عبد الباقي يخدم السنة النبوية في وقت لم تكن تلقى فيه الاهتمام الذي تستحقه، وأبلى بلاء حسنا، سواء فيما يتصل بتحقيق أمهاتها أو التأليف فيها، أو تخريج أحاديثها، فقام بشرح وفهرسة فتح الباري شرح صحيح البخاري وصحيح مسلم، وموطأ مالك، وسنن ابن ماجه، وأخرجها على أحسن صورة، دقة وتنظيما وتنسيقا وترقيما، بما يتفق مع جلال السنة، وما تستحقه من عناية، وقد رزق الله تحقيقاته القبول والذيوع بين أهل العلم وصناعة الحديثة. وأهم مؤلفاته التي خدمت كتاب الله تعالى المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم. أما مؤلفاته التي خدمت السنة، فيأتي في مقدمتها: اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان، والمعروف أن أعلى درجات صحة الحديث هو ما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم، والكتاب ذائع معروف، يجمع ألفين وستة أحاديث مرتبة على أبواب الفقه. وله أيضا جامع مسانيد صحيح البخاري، وهو كتاب يجمع أحاديث كل صحابي أخرج له البخاري على حدة، ورتب أسماءهم حسب الحروف الهجائية، وغيرها الكثير. وظل يؤدي رسالته حتى لقي ربه في سنة 1967م، الموافق 1388هـ.

كتب المصنف في الموقع