هذا الكتاب هو معجم مفهرس لألفاظ القرآن الكريم كاملا، ألفه الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي، وهو باحث محقق ومؤلف متخصص في الحديث النبوي الشريف، ويعد هذا المعجم أيضا من أهم مؤلفاته، وقد عني المؤلف بتأليف هذا المعجم على نسق جديد، بعد أن راجع ما ألفه الذين سبقوه في إعداد فهارس القرآن والحديث، فأفاد من عملهم ثم استدرك ما فاتهم، وجرى على أسلوب من التأليف هدته إليه التجربة والدرس، فجاء بهذا الكتاب محققا لغرض التيسير على الباحثين، فما وضع هذا الكتاب إلا حين أيقن شدة الحاجة إليه، وفقدان ما يسد مسده مما ألف في بابه. وجعل كتاب (نجوم الفرقان في أطراف القرآن) لمؤلفه المستشرق الألماني فلوجل أساسا لمعجمه، لكونه خير ما ألف في هذا الباب، إلا أن المستشرق جوستاف فلوجل قد مهد لمشروعه في تأليف معجمه الموضوعي بطباعة مصحف كامل لكي يستعين به في معجمه، فوقع في أخطاء فاحشة وكثيرة في عد الآي، فجعل ما ليس برأس آية رأس آية، ووقع الخلل في معجمه بشكل ظاهر. ولذلك تحير الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي عندما أراد ترجمة المعجم للعربية، حيث وجد اضطرابا شديدا في ترقيم الآيات، فلما تأمل في الأمر ظهر له أن فلوجل قد اعتمد على مصحفه الخاص المضطرب في الترقيم. ولما عزم المؤلف على تأليف هذا الكتاب، راجع معجم فلوجل مادة مادة على معاجم اللغة وتفاسير الأئمة اللغويين، وناقش مواده حتى أرجع كل مادة إلى بابها، بل اختار من أجلة العلماء وصفوة أصدقائه لجنة عرض عليهم فيها مواده مادة مادة، وأرجع ترتيب الآيات على نفس ترتيب مصحف الملك الذي تمت طباعته في عهد الملك فؤاد الأول، وهو المصحف الذي بزغ قمره في العالم الإسلامي. والمعجم مرتب على طريقة الزمخشري في الأساس والفيومي في المصباح، أي مرتب حسب أصول الكلمات على حسب أوائلها فثوانيها فثوالثها، فيفتتح المعجم بمادة (أ ب ب) ويختتم بمادة (ي و م). والطريقة التي اتبعها المؤلف في مشتقات الكلمة (المادة) هي الابتداء بالفعل المجرد المبني للمعلوم فالماضي فالمضارع فالأمر، ثم المبني للمجهول من الماضي والمضارع، ثم المزيد بالتضعيف، فالمزيد بحرف وهكذا، ثم باقي المشتقات من المصدر واسم الفاعل والمفعول، ثم باقي الأسماء، متبعا في ترتيب كلمات كل باب من هذه الفروع نفس الطريقة التي اتبعها في ترتيب المواد الأصلية. ويضع المؤلف الكلمة وأمامها الآية أو الآيات التي وردت فيها، مع التنبيه على المكي والمدني من هذه الآيات بحسب ما ورد في المصحف الذي اعتمده.