هو الفقيه المكي، المتكلم، الأديب، الشاعر، الخطيب المفوه، الأستاذ الدكتور محمد إبراهيم علي، جم التواضع، ذكي ألمعي، حاضر البديهة، صاحب منطق، متنوع المعارف، إداري حكيم ، يجيد اللغة الإنجليزية، والأوردية، وشيئا من الفارسية والتركية. ولد في رحاب مكة المكرمة عام 1355هـ، تربى مع أخيه سليمان رحمه الله تعالى في أحضان والدين كريمين في أسرة مكية علمية. استحق الشاب محمد إبراهيم في نهاية المرحلة الثانوية (المعهد العلمي) الابتعاث إلى مصر، وكان لا يتاح الابتعاث إلا للمتفوقين، الثلاثة الأوائل، ولدى تخرجه من المعهد العلمي عام1373هـ، لم يرغب والده رحمه الله تعالى سفره إلى مصر وخروجه من مكة المكرمة برغم توسط كبار الأساتذة والوجهاء، شفاعتهم عنده للسماح له بالابتعاث، لكن الأب الشيخ أحمد علي ترك الأمر خيارا لابنه محمد، فما كان منه إلا السمع والطاعة، وتلبية رغبة والده، ظل ملازما لوالده قائما بحقوقه وواجباته ،والأعمال التي أوكلها له، من ذلك القيام بالإشراف على نظافة سوق باب السلام الكبير، والإشراف التام على عمال الكحل القائمين بصناعة الكحل لحساب والده، يؤدي أعماله التي وكلها والده إليه بكل طاعة ومحبة، ظل فيها الأب أبا بكل معايير الأبوة الصادقة، والابن برا بوالده بكل معاني البر وأوفاها.التحق الطالب محمد إبراهيم أحمد علي بكلية الشريعة بمكة المكرمة نزولا على رغبة والده، كان متاحا له الالتحاق بكلية المعلمين، ولكنه آثر الالتحاق بكلية الشريعة حبا في المواد الشرعية، فكان الطالب المتميز في دراسته وسلوكه، محبوبا من أساتذته وزملائه، لاينفك عن أولية الفصل في الامتحانات على مدار أربع سنوات البكالوريوس وتفوقه عليهم، برغم اجتهاد بعض زملائه أملا أن يزحزحه عنها، حظيت دفعته بالتلمذة على فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي مدرس علم البلاغة، كان الإعجاب بهذا العالم العلم من قبل طلابه و بمادته وأدائه لها رحمه الله تعالى، وبحبه الأبوي، حرصه على إفادتهم، يفرض جمال أسلوبه، وغزير عطائه، وإبداعه العلمي في عرضه المادة العلمية متابعته في كل ما يقول.تخرج الطالب محمد إبراهيم أحمد علي في كلية الشريعة عام 1378هـ كان الأول بلا منافس على فرقته، رشح للقضاء وبإصرار من معالي الشيخ حسن آل الشيخ رحمه الله تعالى ـ يوم كان يتولى أعمال رئاسة القضاة بالمنطقة الغربية ـ حرص كثيرا أن ينضم إلى سلك القضاء، ولكنه امتنع عن ذلك وآثر أن يعمل في مجال التدريس.عين مدرسا بمدرسة خالد بن الوليد المتوسطة بحي الشبيكة، وبعد انتقالها إلى حي أجياد.في عام 1384ـ1385هـ صدر قرار وزير التعليم العالي بتعيينه معيدا في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بمكة المكرمة بحي الزاهر، فأسندت إليه مادة العقيدة. وكان عام 1385هـ نقطة تحول في حياة الأستاذ محمد إبراهيم أحمد علي العلمية حيث ابتعث إلى المملكة المتحدة بريطانيا للحصول على درجة الدكتوراه في الفقه المقارن، حصل على قبول من عدة جامعات بريطانية، آثر أن يبقى تسجيله بجامعة لندن قسم القانون المقارن ب (مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية) حيث رغبته في هذا التخصص.منح الدكتوراه من جامعة لندن، قسم الحقوق المقارن بمرتبة الشرف الأولى مع التزكية بطبع الرسالة عام 1391هـ/1971 م، لم يكن هذا هو المؤهل الوحيد الذي ناله أثناء غربته، بل ضم إليه الدراسة القانونية التي تدعم تخصصه الفقهي من كلية مدينة لندن، فنال منها دبلوما في القانون الإنجليزي والدراسات المقارنة بدرجة الشرف الأولى.عاد المبتعث محمد إبراهيم أحمد علي إلى وطنه المملكة العربية السعودية عام 1391هـ متوجا جهاده العلمي في هذه المرحلة بشهادة الدكتوراه في أعلى مستوياتها من أرقى الجامعات العالمية ليعمل بجامعة أم القرى فدرس الفقه المقارن، وحالما عاد شارك في وضع مناهج جديدة للكلية، وشارك في العديد من اللجان القانونية والاجتماعية على مستوى الجامعة، والدولة.عمل أستاذا زائرا لتدريس الفقه الإسلامي المقارن لسنوات عديدة بجامعة متشجن: آن آربور، عام 1978م، وقد انتدب للتدريس بها مرتين عام 1977م، وعام 1979م.وتلقى عروضا سخية ليظل أحد المدرسين الدائمين هناك، لكنه رفض ذلك وآثر العودة.استضافته بعض الجامعات الأمريكية، والأوربية أستاذا زائرا: جامعة هارفارد عام 1979م، وفي بعض جامعات كاليفورنيا جامعة جنيف بسويسرا، جامعة ديوك بنورث كارولينا عام 1981م.له مؤلفات منها "اصطلاح المذهب عند المالكية".