محمد نسيب الرفاعي

والملقب بـ

هو الشيخ محمد نسيب بن عبد الرزاق بن محيي الدين الرفاعي الحلبي، ولد 1332هـ، في مدينة حلب في سوريا وأسس الدعوة السلفية فيها. ولد الشيخ في أسرة تصدرت مشيخة الطريقة الرفاعية، ونشأ نشأة دينية صوفية. كما تلقى تعليمه على يد كبار علماء مدينة حلب ودمشق مثل الشيخ راغب الطباخ والشيخ مصطفى الزرقاء والشيخ محمد بهجة البيطار والشيخ ناصر الدين الألباني. وكان شغوفا بالمطالعة ومتابعة ما يدور في عصره من أحداث، وما يستجد فيه من العلوم والآداب، كما عمل مراقبا ومدرسا في الكلية الإسلامية بحلب. ثم انضم إلى صفوف إخوانه في الكتلة الوطنية، وكان أصغر أعضائها سنا، فقاوم الاحتلال الفرنسي مقاومة عنيفة، أدت إلى اعتقاله من قبل سلطات الاحتلال، ووضع في سجن (قلعة راشيا) في البقاع الغربي، وفي معتقل (الميه وميه) جنوبي صيدا. تعرف في السجن على الشيخ مصطفى السباعي، والأديب عمر أبي النصر، فأعجب بأفكارهم، وتأثر بهم. ولما أفرج عنه وعاد إلى موطنه، عزف عن التصوف، وترك الطريقة الرفاعية، وأسس (جمعية الدعوة السلفية إلى الصراط المستقيم) فأصبح أول مؤسس لدار التوحيد في بلاد الشام، وأول دعاة الحركة السلفية (الوهابية) في مدينة حلب. آمن بأفكار هذه الحركة، واتخذها منهاجا، ورأى فيها الحق والصواب، فتمسك بها، وثبت عليها أمام مناوئيه، وألف فيها الكتب والرسائل لينافح عنها بكل ما استطاع الوصول إليه من الحجج والبراهين. وقد أثارت دعوته هذه في تلك الحقبة الكثير من الجدل والخلاف، وتبعه جماعات كثيرة، تمسكوا بمبادئه، وراحوا ينشرونها في صفوف العامة. وفي عام 1972م، غادر إلى لبنان، وأخذ يدعو إلى مذهبه هناك، وينشر الكتب والرسائل التي تؤيد ما ذهب إليه، ثم غادر لبنان ليقيم في الأردن إلى أن وافته المنية. كما كانت له صلة بأنصار السنة المحمدية في مصر زمن رئاسة الشيخ عبد الرحمن الوكيل كما كان معاصرا للشيخ عبد الرزاق عفيفي ومن أئمة الدعوة في السعودية الشيخ ابن باز، والشيخ ابن حميد، والشيخ عبد الله الخياط، وكثير من سلفيي الدعوة في البلاد الإسلامية. ومن أبرز مؤلفاته، التفسير الواضح، وتيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير على أربعة أجزاء، ونقد قصيدة البردة لما في بعض أبياتها من البدعة والكفر والردة، والتوصل إلى حقيقة التوسل، والباقيات الصالحات في شرح الأسماء والصفات، والتفسير الواضح على نهج السلف الصالح على نمط تفسير الجلالين مع بعض التوسع، مات قبل أن يطبعه، وبلوغ المنى في إثبات عصمة نساء النبي من الزنى، وبدعة تحديد النسل، ومجموعة رسائل، وديوان الرفاعي. توفي في العاصمة الأردنية عمان سنة 1412هـ.

كتب المصنف في الموقع