هو الدكتور محمد عمارة مصطفى عمارة، مفكر إسلامي مصري، ومؤلف ومحقق. ولد في قرية صروة بريف مصر بمحافظة كفر الشيخ، وحفظ القرآن وجوَّده في كُتَّاب القرية، وبدأت تتفتح وتنمو اهتماماته الوطنية والعربية وهو صغير، وكان أول مقال نشرته له صحيفة (مصر الفتاة) بعنوان (جهاد عن فلسطين)، وحصل على الليسانس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية 1965م من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، ثم حصل على الماجستير في العلوم الإسلامية تخصص فلسفة إسلامية من نفس الكلية عام 1970م، وحصل على الدكتوراه في العلوم الإسلامية تخصص فلسفة إسلامية عام 1975م من نفس الكلية. مر الدكتور عمارة بتحولات فكرية عديدة، فقد مر بأطوار من الماركسية إلى الاعتزال فالسلفية إلى غير ذلك. كان من أشد المؤيدين لثورة 25 يناير التي أطاحت بحكم الرئيس الراحل حسني مبارك، إذ وصفها بـ "الملحمة الشعبية". وينتمي عمارة إلى المدرسة الوسطية ويدعو إليها، فيقول عنها إنها "الوسطية الجامعة" التي تجمع بين عناصر الحق والعدل من الأقطاب المتقابلة فتكوّن موقفا جديدا مغايرا للقطبين المختلفين، ولكن المغايرة ليست تامة، فالعقلانية الإسلامية تجمع بين العقل والنقل.شغل محمد عمارة العديد من المناصب: فكان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، عضو هيئة كبار علماء الأزهر، رئيس تحرير مجلة الأزهر حيث تولى رئاسة تحرير المجلة لمدة أربع سنوات، كما قام بتحويلها من مجرد مجلة إلى مؤسسة نشر قامت بطباعة ونشر 50 كتابا علميا، كما كان عضوا باللجنة التأسيسية لدستور 2012 في مصر.ألف محمد عمارة ما مجموعه 147 كتابا، منها تحقيق 13 عملا من الأعمال الكاملة لرفاعة الطهطاوي، وانتهاء بكتاب السنة والبدعة للشيخ محمد الخضر حسين، كما ألف خمسة كتب بالاشتراك مع آخرين، وله دراسات عن أعلام التجديد الإسلامي مثل: الدكتور عبد الرزاق السنهوري باشا، والشيخ محمد الغزالي، ورشيد رضا، وخير الدين التونسي، وأبو الأعلى المودودي، وسيد قطب، وحسن البنا، ومن أعلام الصحابة علي بن أبي طالب، كما كتب عن تيارات الفكر الإسلامي القديمة والحديثة وعن أعلام التراث من مثل غيلان الدمشقي (وهو من رؤوس المعتزلة)، والحسن البصري. ومن أبرز مؤلفاته: التفسير الماركسي للإسلام، المعتزلة ومشكلة الحرية الإنسانية، معالم المنهج الإسلامي، الإسلام والمستقبل، نهضتنا الحديثة بين العلمانية والإسلام، معارك العرب ضد الغزاة، الغارة الجديدة على الإسلام، جمال الدين الأفغاني بين حقائق التاريخ وأكاذيب لويس عوض، الشيخ الغزالي: الموقع الفكري والمعارك الفكرية الوعي بالتاريخ وصناعة التاريخ، التراث والمستقبل، الإسلام والتعددية، الإبداع الفكري والخصوصية الحضارية، الدكتور عبد الرازق السنهوري باشا: إسلامية الدولة والمدنية والقانون، الإسلام والسياسة: الرد على شبهات العلمانيين، الجامعة الإسلامية والفكرة القومية قاموس المصطلحات الاقتصادية في الحضارة الإسلامية، عمر بن عبد العزيز، جمال الدين الأفغاني موقظ الشرق وفيلسوف الإسلام، محمد عبده: تجديد الدنيا بتجديد الدين، أبو الأعلى المودودي، معركة المصطلحات بين الغرب والإسلام، القدس الشريف رمز الصراع وبوابة الانتصار، هذا إسلامنا خلاصات الأفكار، الصحوة الإسلامية في عيون غربية، أزمة العقل العربي، المواجهة بين الإسلام والعلمانية، تهافت العلمانية، الحركة الإسلامية رؤية مستقبلية، معالم المشروع الحضاري في فكر الشيخ محمد الغزالي، التشيع الفارسي المعاصر - خفايا المؤامرة، وغيرها الكثير. تُرجمت العديد من كتبه إلى بعض اللغات الشرقية والغربية، مثل التركية، الملاوية، الفارسية، الأردية، الإنجليزية، الفرنسية، الروسية، الإسبانية، الألمانية، الألبانية. وقد حصل على العديد من الجوائز والأوسمة والشهادات التقديرية والدروع، منها جائزة جمعية أصدقاء الكتاب بلبنان سنة 1972م، وجائزة الدولة التشجيعية بمصر سنة م1976، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى بمصر سنة 1976م، وجائزة علي وعثمان حافظ لمفكر العام سنة 1993م، وجائزة المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية سنة 1997م، ووسام التيار الفكري الإسلامي القائد المؤسس سنة 1998م. وتعد بعض آراء محمد عمارة محل نظر من قبل أهل السنة والجماعة، ويعدون فيه نزوعا نحو التيار العقلاني أو الاعتزالي، وللشيخ مراحل ومحطات فكرية كما أسلفنا. وقد توفي عمارة 28 فبراير عام 2020م، رحمه الله.