هو شيخ القراء والمفسرين مجاهد بن جبر أبو الحجاج المكي المخزومي، إمام وفقيه، ولد سنة 21هـ بمكة المكرمة، وبرع في التفسير وقراءة القرآن والحديث. روى مجاهد الكثير عن ابن عباس ونهل من علمه وقرأ عليه القرآن قراءة تدبر وتفاعل وتعامل، وقد عرض القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات، يقف عند كل آية يسأله فيم نزلت، وكيف كانت، فأخذ عنه القرآن والتفسير والفقه، كما سمع من ابن عمر وعلي رضي الله عنهما، وأخذ مجاهد العلم عن أعلام الصحابة وعلمائهم، وروى عن أبي هريرة، وعائشة، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمرو، وعبد الله بن عمر، ورافع بن خديج، وأم كرز، وجابر بن عبد الله، وأبي سعيد الخدري، وأم هانئ، وأسيد بن ظهير، وحدث عن مجاهد عكرمة، وطاووس، وعطاء، وعمرو بن دينار، وأبو الزبير، والحكم بن عتيبة، ومنصور بن المعتمر، وسليمان الأعمش، وأيوب السختياني، وابن عون، وعمر بن ذر، وقتادة بن دعامة، والفضل بن ميمون، وإبراهيم بن مهاجر، وحميد الأعرج، وبكير بن الأخنس، وسليمان الأحول، وعبد الكريم الجزري، وأبو حصين، والعوام بن حوشب، وفطر بن خليفة، والنضر بن عربي، وخلق كثير. مما يذكر عن مجاهد أنه كان شغوفا بالغرائب والأعاجيب ولأجل ذلك فقد ذهب إلى بئر برهوت في حضرموت ليتقصى ما علمه عنه، كما أنه بنفس هذا الدافع ذهب إلى بابل يبحث بها عن هاروت وماروت، له كتاب في التفسير يرى بعض المفسرين أنه كان يسأل أهل الكتاب ويقيد فيه ما يأخذه عنهم. وكان أعلم الناس بالقرآن، حتى قال الثوري: خذوا التفسير من أربعة: مجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة والضحاك. توفي مجاهد سنة 104هـ بمكة المكرمة.